شهد المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية أمسية شعرية غنائية بعنوان «لسان النار»؛ اشتملت على تقديم رؤية سينوغرافية وأداء غنائي لقصائد ديوان «لسان النار» للشاعر أحمد الشهاوي، والذي صدر هذا العام عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة. قام بإخراج الأمسية محمد حسّان الذي قدّم رؤية جمالية تعبيرية لأشعار الشهاوي؛ ليست ترجمة حرفية للصور البلاغية داخل النصوص الشعرية؛ حيث اعتمد المخرج على التراوح ما بين الإضاءة واللوحات والصور الفوتوغرافية؛ مستخدماً الإيقاع الموسيقي للقصيدة ومعزوفات العود المصاحبة للإلقاء الشعري، كما استعان حسَّان بتقنيات حديثة في العرض كجهاز عرض الشرائح وكاميرا حية للتصوير والعرض المباشر في خلفية المسرح. وعن رؤيته لأشعار الشهاوي يقول المخرج محمد حسان: في ساحة الكتابة يثير الشهاوي عند المتفسح في كتاباته توقاً معرفياً للتبصر في آيات ليست ضرباً من فنون اللغة المنحوتة فقط؛ بل سكة مفتوحة لتاريخ من طبقات عشاق تاهوا في ذوات متفتتة عشقاً! ولا يثير «لسان النار» تفسيراً لمعنى حرفي أحادي؛ بقدر ما يثير تحدياً لصورة تليق بأن تتناص أو تتوازى مع متواليات معرفية، تخرج عن رحابة النص المتاح والصورة الجمالية المتراكبة لأغلب النصوص بالديوان مكونة ديواناً بصرياً موازياً للنص المكتوب. ف «لسان النار» برد وسلام على المخيلة الشاعرة للمتبصر فيها، حيث إن الصورة لا تفسّر بقدر ما تثير، واللغة لا تلغز بقدر ما تشير، والنص لسان نار مفتوح للولوج إلى مقام لا نهائي. وقد أثار النص بالنسبة للمخرج زخماً بصرياً عالياً أتاح له قدرة منوعة في التنقل بين التقنيات الحديثة في أدوات العرض الفني، فبجانب الشكل التقليدي للإلقاء، تجاور العازف على آلة العود في بقع ضوئية امتزجت مع شاشة عرض لها مصادر ثلاثة؛ هي: الكاميرا التي تعرض في الخلفية العرض الحي، والكمبيوتر الذي عرض لقطات مصورة ثابتة، والفيديو الذي عرض صوراً فيلمية متحركة لشخوص وأمكنة ولقطات من طقوس من مختلف الأجناس أثارها النص في مخيلة المخرج. أما الأداء الموسيقي والغنائي فقد قام به الفنان سيد شفيق، وهو الذي سجّل في الفترة السابقة نجاحاً ملحوظاً في تلحين وإنشاد العديد من القصائد لشعراء مصريين وعرب؛ منهم: عبد الله البردوني وعبد العزيز المقالح وصلاح جاهين وفاروق جويدة وسيد حجاب وأحمد الشهاوي وجمال الشاعر وغيرهم. ويقدم شفيق معزوفاته الشعرية دائماً على آلة العود التي يعشقها ويبرع في العزف عليها، وقد حصل هذا الفنان على مطرب أول في مسابقة جامعات مصر في عام 1999، وعلى جائزة مهرجان جرش بالأردن في عام 2001 عن العرض المسرحي «الناس اللي في التالت»، وجائزة مهرجان سوسة بتونس في عام 2002 عن العرض ذاته، وهو معتمد من الإذاعة والتليفزيون بمصر منذ عام 2003، وقام بالغناء والتلحين في حفل ختام مهرجان «صنعاء عاصمة للثقافة العربية» في عام 2004. ومن الأعمال التي شارك فيها سيد شفيق: مسرحية «الناس اللي في التالت»، ومسلسلات «حديث الصباح والمساء»، و«شمس منتصف الليل»، و«الخبيئة»، و«الرجل المنتظر»، و«رحلة العمر»، و«بطة وأخواتها»، و«الإمام النسائي»، وغيرها، كما أحيا حفلات متعددة في دار الأوبرا المصرية. ويُشار إلى أن الشاعر أحمد الشهاوي صاحب ديوان «لسان النار» من مواليد عام 1960، وله إصدارات سابقة متعددة، منها: «الأحاديث»، «أحوال العاشق»، «كتاب الموت»، «قل هي»، «الوصايا في عشق النساء»، «مياه في الأصابع»، وغيرها.