اعترفت مجموعة الاتصال حول ليبيا بالمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين، على انه "السلطة الحكومية الشرعية" في البلاد بحسب مقتطفات من البيان الختامي لاجتماع المجموعة في اسطنبول الجمعة. وكان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أوضح في وقت سابق على هامش الاجتماع ان "ذلك يعني اننا سنتمكن من رفع التجميد عن عدد من الارصدة التي تخص الدولة الليبية لان المجلس الوطني الانتقالي هو الذي يتولى هذه المسؤولية الان". وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد في شباط - فبراير عقوبات اقتصادية ضد نظام طرابلس بما يشمل تجميد ارصدة عائلة الزعيم الليبي معمر القذافي وشخصيات قريبة منها. وكان المجلس الوطني الانتقالي يطالب بتحويل هذه الارصدة الى الثوار. ودعت المجموعة الى ان يعمل الثوار بدون تاخير الى تشكيل حكومة انتقالية بحسب هذه الوثيقة التي وزعها وفد على بعض الصحافيين. وطالبت ايضا مجددا برحيل الزعيم الليبي. وقالت ان "القذافي يجب ان يغادر السلطة بحسب مراحل محددة سيتم الاعلان عنها". كما اعترفت الولاياتالمتحدةالأمريكية رسمياً امس بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا حكومة شرعية للبلاد في خطوة دبلوماسية يمكن أن تفرج عن مليارات الدولارات من الأموال الليبية المجمدة. وأوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون خلال الإجتماع الرابع لمجموعة الإتصال حول ليبيا الذي يعقد حالياً في اسطنبول أن بلادها ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كسلطة شرعية حاكمة لليبيا. وأضافت كلينتون أن الولاياتالمتحدة ستتعامل مع هذا المجلس الإنتقالي على هذا الأساس إلى أن يجري تنصيب سلطة مؤقتة. من جانبه اكد مسؤول في المعارضة الليبية الجمعة ان الثوار الليبيين يحتاجون بشكل طارئ الى أموال لمواصلة معركتهم ضد نظام معمر القذافي وان اي وقف لاطلاق النار على الارض لن يحصل الا عند هزيمة الزعيم الليبي. أمين الناتو أندرس فوغ (يسار) مع أمين منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين احسان لدى حضورهما الاجتماع (الاوربية) وردا على سؤال على هامش مشاركته في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في اسطنبول، قال محمود شمام المسؤول الاعلامي في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل القيادة السياسية للثوار الليبيين "أكثر ما نحتاج اليه هو المال ثم المال ثم المال". واضاف "اننا بحاجة الى ثلاثة مليارات دولار". وفي كلام شمام اشارة الى اقتراح للمجلس الوطني الانتقالي دعمته تركيا بتوزيع اموال للقوى الاساسية في ليبيا من الارصدة المجمدة للنظام الليبي وذلك لاهداف انسانية بحتة. وتابع "نريد رؤية آلية يتم اعتمادها لتصبح واقعا" لاستخدام هذه الاموال. من ناحية أخرى اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان تصريحات الزعيم الليبي بحق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التي اتهمه فيها بانه "مجرم حرب"، تنم عن "وقاحة وعزلة ديكتاتور". وقال المتحدث باسم الخارجية رومان نادال خلال مؤتمر صحافي "العقيد القذافي ومسؤولان آخران من نظامه هما موضع ملاحقة بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية". واضاف "هذه التصريحات تمثل وقاحة وعزلة ديكتاتور يواصل ارتكاب مجازر بحق الشعب الليبي وليس امامه أي حل آخر سوى التراجع". وكان الزعيم الليبي معمر القذافي اتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس بانه "مجرم حرب (..) شوه تاريخ فرنسا". واضاف ان ساركوزي "يعاني من خلل عقلي". من جانب آخر أعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» امس دعمه لجهود إرساء خريطة طريق لمواكبة المرحلة الانتقالية في ليبيا وبناء ليبيا الجديدة. وقال الأمين العام للحلف اندرس فورسموسان في بيان بثه مكتبه ببروكسل على هامش مشاركته في لقاء مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا في اسطنبول ان مستقبل ليبيا يجب ان يرسمه الليبيون أنفسهم وإن حلف الأطلسي سيسهم في أي جهد لدعم المتجمع الدولي في حالة الضرورة وفي حالة ما طلب منه ذلك. وأوضح فورسموسان انه لا يتوقع أي دور للحلف الأطلسي في ليبيا بمجرد إرساء حل سياسي للأزمة مبيناً إن الحلف يضل مقراً العزم على توفير الحماية الضرورية للمدنيين الليبيين وفق تفوض الأممالمتحدة.