الريادة للإسلام على جميع الأصعدة وفي جميع مناحي الحياة فالإنسان المسلم سوى بجوارحه بكل المقاييس ما لم يجنح أو يستسلم لهوى نفسه ونزعات الشيطان ولعل الشعار المدوي «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» هو بمثابة المؤشر والعلامة الفارقة للإنسان المسلم السوي الذي يستأنس الناس ببراءته وأخلاقه وشفافيته وحديثه ولكن الضعف الشخصي والنفسي والجهل بحقه وحقوق الآخرين وبالأنظمة والتعليمات والإجراءات السليمة تجعل هذا الإنسان يسلك طرقاً ملتوية ومتعرجة فيها تعدي ومخالفة لنيل ما لم يستطيع أن يناله أو يحققه ويكسب ما هو له فيه حق أو كفؤ له أو يعطي هذا الحق أو ذلك الشيء من الطرف الآخر تجاوزاً لحينئذ تكون العدالة والمعادلة بين الأطراف قد تخلخلت فيحل الضرر والضرار الذي نهى عنه الإسلام. فالرشوة والواسطة واستغلال المنصب داء ضرر يتحقق بطريق غير مباشر وبأشكال ووجوه وطرق متعددة فالراشي يقوم بعمل مشين مقته الإسلام مقتاً شديداً (اللعن) فالراشي خطير فقد يكون هو الذي عود الطرف الآخر «المرتشي» على هذا الداء فقدم الاغراء فضعفت النفس واهينت الكرامة واستبيحت قدسية الوظيفة فأحب المرتشي هذا الاغراء واعتاد عليه مما حدا به أن يضع العقبات والعراقيل والموعد تلو الموعد لأي خدمة أو عمل يقوم به فأصبحت المساومة هي الفيصل لإنجاز العمل. أما الواسطة فلها وجهان: وجه حميد.. ووجه قبيح: فالوجه الحميد ما كان لوجه الله سبحانه وتعالى لتسهيل اجراء أو مساعدة ضعيف أو محتاج أو رفع ضرر أو تشغيل عاطل وغير ذلك من وجوه السعي الذي أشار إليه الحديث النبوي الشريف «خير الناس أنفع الناس». أما الوجه القبيح: ما كان مصادرة حق أو أولوية أو كفاءة وإحلال آخر غير كفؤ وليس له أولوية أو غير مستحق لما أعطي أو حصل عليه مما يولد هذا التصرف الغبن وعدم الإنتاجية والتردد في أداء العمل وحجب الابتكار والإبداع والتطور الذي ينعكس بشكل عام على المصلحة العامة بالإيجاب أو السلب. أما استغلال المنصب فهذا الأمر الأعظم والأدهى فصلاحيات الشخص المسؤول وما تحت يده وتصرفه وبوجاهته وبواسطته وبمعرفته هو لأداء العمل وللمصلحة العامة للوطن والمواطن هذه هي استراتيجية المنصب (الوظيفة) سواء كان ذلك المنصب أو تلك الوظيفة رسمياً أو تطوعاً أو أهلياً ولكن كيف بمن يتخذ من هذا المنصب وسيلة لتحقيق المكاسب أو فوائد شخصية قد تكون له أو للمقربين منه أو المحسوبين عليه في حين يحرم منها آخر أو تكون على حساب المصلحة العامة. فالآفات هذه لها أضرار كبيرة وكثيرة على جميع المستويات وقد شكلت الدولة العزيزة الإدارات واللجان والمراقبة الرسمية والحقوقية المختصة سعياً لتطوير العمل الإداري من الفساد وصيانة شرف الوظيفة وتقويم السلوك الخاطئ من الشخص ولكن يبقى العلاج الناجع للسلامة منها الخوف من الله سبحانه وتعالى والضمير المطهر من أشكال هذا الداء البغيض والوعي والتمعن في بعض الآليات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة مثل: - {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}. - الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل. - الظلم ظلمات - ليس بين دعوة المظلوم والله سبحانه وتعالى حجاب. - الناس سواسية كأسنان المشط. والله الموفق،،،