الشاعر صياف الحربي - رحمه الله - له تاريخ مشرّف حافل بالعطاء ، والنجاح ، والتميز، فهو يمتلك من الصفات التي تميزه : محبة الناس ، وسرعة البديهة ، والنفس الكريمة .. فهو معروف بين زملائه بطيبة القلب ، ونقاء السريرة ، وسماحته .. فقد وهبه الله قلباً كبيراً ، وعقلاً حكيماً قرأت له هذا البيت الحكيم الذي بحق اعتبره بيت القصيدة فشاعرنا يؤكد من خلاله وقبل كل شيء أن عدم احترام الآخرين والتصرف الوقح والتعدي بقلّة الأدب لا يصدر من صاحب المعدن الطيّب أبداً بل مستحيل ذلك ، أما صاحب المعدن الرديء فهو قريب من الخبث . لذلك يجب على الإنسان العاقل أن يبتعد كل البعد عن أهل السوء والكره والحقد والكذب وعن كل شخص لا يقدّر أهل الشيم كما يقول الحربي : واحداً ما يشيّمني ولا فيه شيمه ودي أصك ريعه لا تذعذع هبوبه إن من يصدر منه الخبث والتطاول في نظري أن تجاهله وعدم النزول للمستوى الوحل الذي وقع فيه هذا الخبيث أفضل وأجدر لأهل النفوس الكريمة والشيم فقل هذا الباب أجمل وحتى لحظة التفكير فيه حتى لا يصدر من بابه الهبايب الخبيثة .. فقد كرّم الله الإنسان الكريم النبيل الصادق ومنحه الحكمة والصبر على أهل الخبث والحقد فمن أصابه غدر هؤلاء - لا سمح الله - عليه الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى وحده وأن لا يقول غير : (حسبي الله ونعم الوكيل ) .