أكتب لكم قبيل نهائي كأس ولي العهد، وفي مثل هذه الظروف كنت أطلب من الزملاء في الجريدة تأجيل المقال حتى أكتبه بعد المباراة، ولكن مباراة الأمس تختلف عن غيرها. حيث يمكنني القول بأن الفريقين فازا قبل بدء المباراة.. ليس فقط بشرف الوصول للمباراة النهائية على الكأس الغالي وصعود منصة التتويج ومصافحة راعي المباراة، ولكن المكاسب تعدت هذا المكسب الكبير. فالهلال حقق كأس الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله)، ووصل لنهائي كأس ولي العهد، ونصف نهائي كأس أبطال العرب، وحجز مقعداً متقدماً في مربع كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. وفي معايير النجاح يعد هذا إنجازاً كبيراً لنادي القرن الآسيوي وإدارته الشابة التي أتمنى أن تستمر لسنوات قادمة من أجل صالح الكرة السعودية. أما القادسية فقد حقق المستحيل في عالم لا يعترف بالمستحيلات، فقد هبط الفريق للدرجة الأولى وعاد قوياً ينافس الكبار.. فيدخل المربع مرة وينافس عليه مرة أخرى وهو يبيع عقود أفضل نجومه وينجب أفضل منهم ليصلوا به إلى النهائي الكبير. وفي زمن المعضلة المالية للأندية يقف القادسية متماسكاً لا يؤخر على نجومه ريالاً واحداً.. وكأنه يقول للجميع بأن التخطيط هو أساس النجاح. لذا أبارك للهلال والقادسية فقد حققا الكثير من المنجزات قبل انطلاق المباراة، وستزيد إنجازات الفائز دون انقاص حق الفريق الآخر، ولم أقل الخاسر لأنه لا يوجد بينهما خاسر. لماذا عادت الجماهير؟ الجماهير وقود الرياضة.. ولذا كان غيابهم عن الملاعب قضية تؤرق الرياضيين، وها هم يعودون في مراحل الحسم ويعيدون الحياة للملاعب والمسابقات المحلية. ونحن مطالبون بدراسة أسباب الجماهير وتوجيههم من خلال الرياضة للوجهة الصحيحة نحو صالح الوطن. هذه الجماهير هي شريحة الشباب الذي يرفع رأس الوطن أو يكسر ظهره، الاهتمام بهم يحقق الأمن والامان ويخدم حاضر الوطن ومستقبله، وإهمالهم يعني الإرهاب والسرقات وانتشار المخدرات. ورغم هذه الحقائق الدامغة يأتي من يقلل من أهمية الرياضة ودورها في توجيه الشباب، أرجوكم فكروا سوياً في تفعيل دور الرياضة، فمن خلالها يمكن زرع الكثير من السلوكيات الحميدة عن طريق التوعية في الملاعب والأندية. فنحن باختصار مطالبون بالذهاب حيث يتواجد الشباب، بدلاً من انتظار حضورهم للنشاطات التوعوية التي تشتكي ضعف الحضور الشبابي. جميع الوزارات المعنية مطالبة بدراسة العلاقة بين الرياضة والشباب، وبناء عليه يتم وضع استراتيجية وطنية لتفعيل دور الرياضة في توجيه الشباب.. وذلك لن يتحقق إلا إذا تغيرت نظرة المسؤولين للرياضة وفي مقدمتهم وزارة المالية ووزارة التربية والتعليم. ولعلي أكرر ندائي القديم بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة للرياضة والشباب، أو لعلي أعيد طرح هذا الاقتراح الهام مرة أخرى في مقال قادم.. وعلى دروب الخير نلتقي،،، [email protected]