الآن تردد اسمها في الأنباء - بلدة في شمال القطر السوري. مرّها الشاعر الكبير سليمان العيسى (أكثر من 12 ديواناً) ، في طريقه من حلب ؛ حيث كان يُدرّس ، إلى سجن المزة في دمشق ، في الخمسينيات من القرن الماضي . وسفره بواسطة حافلة ، وبجانبه الشرطي. المعرّة ، أو معرة النعمان مهد الشاعر والفيلسوف «أبي العلاء المعري» وغيره فبلغت شهرتها الأمصار وازدهرت حضارتها فذكرها الرحالة والباحثون والعلماء والمؤرخون . وفي ديوانه « شاعر بين الجدران « يتذكر الشاعر سليمان ، أبا العلاء المعري فيقول : هذي « المعرّة «أيّ حلم هزّ إحساسي مهيبا هذا خيال أبي العلاء يكاد يصدمني قريبا هذا تمرّدهُ على الأجيال ... لم يبرح صخوبا . ***** شيخ الخلود.. تحية عجلي ، وأنداءً وطيبا . هذي جراحك لم تزل وطنا وتاريخا سليبا . هذا الثّرى العربيّ لم يبرح - وسل دمنا خضيبا زمجرتَ في وجه الفساد ولم تر الخطب العصيبا ماكنتَ تصدم بالحواجز حيث أزمعت الركوبا كنتَ الشروق متى أردتَ وكنتَ في وطني الغروبا والنيل مثل الرافدين فلا حدود ولا شعوبا زمجرتَ لم تشهد شمالًا يُستباح ولا جنوبا شعباً برمته يُباد ويستغيث، ولا مُجيبا. ***** ألا ترون أننا نسينا أسماء مدن عربية في تونس ومصر وليبيا والعراق وسورية واليمن . والآن صرنا نسمعها في أوائل النشرة والعناوين البارزة في صحافتنا؟! مدن وثغور كانت - وحتى الآن - تقتات من لهب الفقر، وهمها أن تعيش عالمها ، حرمناها هذا وأريناها الوحشية والدماء ، ونعرفها من أخبار أحزانها..