باهتمام مشوب بالوجع قرأتُ السبت الماضي عمود الزميل عبدالله بن بخيت (يارا) والتي كان عنوانها " اليماني " . وتناول الموضوع كيف كان الرابط العربي والجغرافي والمعيشي عمودا فقريا في حياة الشعبين ، وكيف كان العهد السعودي بدءا ووسطا وحاضرا لا يضمر إلا الخير للعربي بصفة عامة واليماني- شماله وجنوبه بصفة خاصة . عرفتُ أسرة سعودية كانت تسكن مكةالمكرمة ، توفي رجل الأسرة وقام بخدمتهم رجل يماني لازلتُ أذكر اسمه . والأسرة جيدة الحال . إلا أنه كان رجل البيت فيما تتطلبه أمورهم اليومية حتى ما تقتضيه مصلحتهم من مراجعة دوائر ومكاتب حكومية . حتى تزوجت البنات وتخرج الذكور . أميل على القول إنني شخصيا أكاد أترحّم على سيئيّ الذكر - لولا كونهما غير مسلمين - السير ماركس سايكس والفرنسي فرانسيس جورجيز بيكو ، أهل الاتفاقية المعروفة التي قسّمت الوطن العربي ، ( سايكس – بيكو ) . فالأفاعيل وحالة الوطن العربي الآن جاءتنا من ألاعيب سياسية مُعاصرة ، أنستنا اتفاقية سايكس – بيكو . وأجارى الشاعر الكبير سليمان العيسى – من سوريا – عندما مرّ بمعرة النعمان، مهد الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري وخاطبه ، وضمن قصيدة طويلة قائلا : - شيخ الخلود.. تحية عجلى، وأنداءً وطيبا . هذى جراحك لم تزل وطنا ، وتاريخا سليبا . هذا الثرى العربي .. لم يبرح – وسل دمنا - خصيبا . ما كنتَ تصدم "بالحواجز" حيثُ أزمعتَ الركوبا .ُ كنتَ الشروق متى أردتَ ، وكنتَ في وطني الغروبا . والنيل مثل الرافدين ، فلا حدود ولا شعوبا . زمجرتَ لم تشهد شمالا يُستباح ولا جنوبا . شعب برمّته يُباد ، ويستغيث ولا مُجيبا . عذرا إذا .. وتحية عجلى وأنداءً وطيبا . ثم ، أو لم يأت الملك عبدالعزيز آل سعود بفكرة وحدة جزيرة العرب . وقد ألهمت كل سعودي حب الجار والذود عن العروبة وتأبى سياسات سايكس –بيكو قرننا إلا أن تُعمل الفجوات والتفرقة والثقوب والشروخ .