يجهلني حجم ثروة ماجد عبدالله، لكن لا يجهلني أنه كان لاعبا بارزا له قامته وقيمته، وأن أهم هدف يسعى له أي لاعب معتزل، ماجد وغيره، جمع كم قرش قبل رحيله، وهي آخر علاقة مادية له بكرة القدم تخفف عليه عبء مصاعب الحياة والفقر المنتظر بعد الرخاء وبحبوحة العيش التي كان ينعم فيها، إن لم يقيض الله له قناة تلفزيونية يشتغل فيها محللا رياضيا! خرج ماجد في وقت تكاثرت فيه المصاعب على النصر فنيا وماديا، وبوجود أزمة مادية ومطالب يبدو أنها ستتوسع بشكل يجعل النصر يغمى عليه فلا يفيق، فقد تكاثر المطالبون بحقوقهم، ويبدو أن المخططات النصراوية (إن وجدت) سيكون مصيرها الفشل، لأن الديون ستأكل أوراقها! كما يبدو فإن إفصاح ماجد عن مصير حقوقه المادية من مهرجان اعتزاله الذي تكفل به كما يعلم الجميع الأمير فيصل بن تركي، وهو البساط الذي حمله إلى رئاسة النصر، هو إفصاح جاء بشكل عارض، إجابة على سؤال للزميل ماجد المرشد في الحوار الذي نشرته صحيفة عكاظ، وأنا هنا أشيد بالحلم الذي اتسم به ماجد، فهو لم يشتك لأحد، ولو كان أحد غيره لخرج من الغد لينشر الغسيل في كل وسائل الإعلام، كما فعل القدساوي عسيري، بل صمت وصبر وانتظر أكثر من ثلاث سنوات، وهو مازال يأمل أن يعطيه رئيس النصر حقوقه، وقد طلبها بشكل مؤدب. ربما أن ماجد عبدالله يدرك اللعبة جيدا، لكنه لم يكترث، ربما لأنه يريد إقامة حفل اعتزال طال انتظاره، قبل سنوات سمعت حكاية لا أجزم بصحتها، ففي الحفل الذي عملته له إدارة النصر بمناسبة حصوله على عمادة لاعبي العالم انبرى (المهايطون) يتبرعون بمئات الآلاف حتى يكسبوا شهرة وقيمة، ولأن ماجد يدري أنها مجرد كلام في كلام قام بعد ذلك وأعلن أنه تبرع بكل المبالغ التي سيحصل عليها إلى نادي النصر، وطالما أن العملية كلام فارغ، فليأخذهم على نياتهم! أدري أن حقوق ماجد عبدالله المسلوبة لن تغنيه، لكن المسألة (مبدأ)، وتجاهله نقص لقدره، خذوا ما حصل لماجد وطبقوه على غيره ممن وعدوا بالملايين في حفلات اعتزال وفي مناسبات مختلفة فانتظروها، لكنهم حصدوا الهواء، والناس يظنون أنهم أغنياء. تنبه إلى فراغ الوعود الأمير عبدالرحمن بن مساعد حينما تكفل بحفل اعتزال سامي الجابر، وما بعده من الحفلات، فجعل حفلا مصغرا يقام للمتبرعين قبل المهرجان بيوم ليحضروا ما لديهم، ففيه وقت كاف بين اكتشاف الزيف، وبين إعلام الجمهور، وهو بذلك قضى، أو قلل من حجم التلاعب! الكبير كبير، ويحسب لماجد صمته، لكن إن نطق بعد ذلك وطالب فلا يلام، وهو مأجور على ما يفعل، فربما يأخذ آخرون ممن لا تسمع أصواتهم حقوقهم، بل ليته ينبري ليطالب بها، ففيهم من له مئات الآلاف، وربما عدد من الملايين أكلت في وضح النهار. تريدون الصراحة، أعرف أنه يستحيل أن يعطى ماجد حقه، لكن لدي فكرة، ما رأيكم بإعادة حفل اعتزاله مرة أخرى؟