إقامة حفل اعتزال لأي نجم خدم ناديه هو لفتة من مظاهر الوفاء من قبل إدارة النادي وأنصاره في تكريم لاعب خدم فريقهم لفترات طويلة وهو في النهاية أمرٌ رائع وحلم لأي لاعب بأن ينهي حياته الرياضية باحتفالية جماهيرية يصاحبها دخل مادي جيد يعادل في مفهومه العملي مكافأة نهاية الخدمة. لكن (الموضة) التي يسير لاعبونا على وجه التحديد لا تتلاءم مع النهج الذي يجب أن يكون عليه حفل الاعتزال فهم يشترطون عادة أن يكون الفريق المقابل يحمل اسم (عالمي) وأن يكون ضمن صفوفه نجوم معروفون رغم أن تكلفة إحضار مثل تلك الفرق تتجاوز قرابة المليوني ريال. - حسناً.. ماذا لو كنت أنت - عزيزي القارئ - لاعباً محترفاً وأردت أن تنهي مسيرتك الرياضية هل تفضل أن يحضر فريق عالمي إلى حفل اعتزالك أم أن تقبض مليوني ريال إضافة إلى الدخل الجماهيري والهدايا المتنوعة.. بكل تأكيد أنك ستفضل الخيار الثاني فهو عرض مغر قد يجعلك لا تحضر الحفل من أساسه! - لنعد إلى أكبر حفلات الاعتزال التي أقيمت لدينا سنجد أن حفل اعتزال صالح النعيمة هو الأضخم والأبرز وكانت مباراة الاعتزال لقاء بين الهلال المطعم بنجوم المملكة أمام منتخب نجوم العالم ورغم أن هذا الحفل قد يعد الوحيد الذي جهز وأعد بطريقة مثالية إلا أني سأسألك ما الذي بقى لك من تواجد منتخب نجوم العالم.. الذكرى الوحيدة التي نتجت عن ذلك الحفل هو الهدف المميز الذي سجله النجم سامي الجابر في مرمى الحارس الكاميروني (نكونو) بينما لو طلبت من أي متابع رياضي ستجد أنه لا يستطبع أن يتذكر ثلاثة - على الأقل - من لاعبي منتخب نجوم العالم الذين شاركوا في تلك المباراة. - ما الذي يمنع أن تكون حفلات الاعتزال معدة بطريقة مثالية وأن تكون أجواؤها منظمة ومليئة بالفعاليات المختلفة على أن تكون المباراة الرئيسية محلية الطابع كأن تجمع منتخب الهلال والنصر ضد منتخب الاتحاد والأهلي وأن تحمل طابعاً ترفيهياً مختلفاً عن المباريات الودية التي تقام في حفلات الاعتزال والتي دائماً ماتكون خالية من الإثارة ومملة في أحداثها وكل اهتمام اللاعبين حينها هو تمرير الكرات إلى اللاعب المحتفى به والذي يسددها بدوره إلى الشباك في حين سيكمل الحارس (التمثيلية) ويحاول جاهداً التمثيل المتقن للحصول على الكرة التي سيتركها في الواقع تهز شباكه من أجل احتفالية اللاعب المعتزل وسط تصفيق (بارد) من الجماهير. - احتفالية اللاعب المعتزل ليست متوقفة على إحضار فرق عالمية لتقام.. لنتأمل عدد نجوم الكرة السعودية الذين خدموا الأندية والمنتخب تعثرت معظم برامجهم الاعتزالية لعدم وجود من يتكفل بإحضار فريق عالمي وكأن حفل الاعتزال لا يتم إلا بذلك. - حتى لا نضرب المثل بالكرة الأوروبية للاختلاف الشاسع بيننا وبينهم لنتأمل الدول العربية والخليج.. ففي الكويت مثلاً لا يمر ستة أشهر إلا ويقام حفل اعتزال لأحد النجوم وفي مصر قبل اسبوعين اعتزل النجم خالد الغندور في احتفالية مميزة وجميلة لمدة يوم كامل مع ضمان الحصول على التغطية الإعلامية الكبرى بما فيها تغطية القنوات الفضائية. - نجوم كماجد عبدالله وفؤاد أنور وفهد الهريفي خدموا الكرة السعودية وحظوا بشعبية جماهيرية لا يتم تكريمهم لأنه لا يوجد من يتكفل بإحضار فرق كبرى والآن النجم الأكثر مهارة في تاريخ الكرة السعودية يوسف الثنيان في أخذ ورد حول هوية الفريق الذي سيتواجد في الحفل مع أن جماهيرية الثنيان كفيلة بملء استاد الملك فهد الدولي حتى ولو كان الفريق المقابل (أحد الصاعدين حديثاً للممتاز)!! [email protected]