قد يصلح هذا العنوان شطراً لبيت شعر على " طَرْق وبحر الشاعر المرحوم حميدان الشويعر في ميدان الملابس اليومية العملية استساغ أهلنا في المنطقة الغربية لباس " الفوطة " أو "الوزرة " كلباس داخل المنزل ، والبعض استعملها أيضا فى العمل الخاص كالخبازين وبائعي الفول ، ودكاكين الخضار والفواكه والسقا (قديما) . وليس كل قماش يصلح فوطة ، أو وزرة . بل هي قماش خاص فيه مربعات ملونة ، وتباع جاهزة ، منها العادي ومنها الجيّد . حتى أهل نجد ممن استقرّوا في الحجاز ، نجدهم تقبلوها . إما طلباً للبراد، أو أنها كانت عملية . وليس لدى أكثرهم مانع في استقبال زوارهم المعروفين وأصدقائهم بال " فوطة " والفنيلة . انتقلت الفكرة إلى نجد وبعض أجزاء الشرقية . لكن الملاحظ أنه يندر استعمالها في العمل الرسمي في دوائر الحكومة أو عند التجار الكبار . وإن نقصت خبرتي في أشياء كهذه ، فإنني أعتقد أن لباساً بسيطاً كهذا جاء بسبب طلب التواؤم مع الطقس في الجزيرة العربية . إلا أننا وجدنا أنفسنا في العقد الأخير نؤثر لباساً غريباً علينا داخل المنزل وحتى خارجه ، وهو لباس " الجينز ".. ورأيي أنه غير صحي وأيضا غير عملي . فالشباب استعاض عن لباسه الوطني ، الثوب بال " جينز " وكذا السيدات داخل المنزل وخارجه . وهو (أي الجينز) يكتم رائحة الجسد ، ولاشك في ذلك ، خصوصا في أشهر الصيف الملتهبة . أعود إلى الوزرة أو الفوطة . فقد كانوا يشدونها بحزام جلدي عريض يقال له "كمَرْ " . ويخدم غرضاً آخر وهو حفظ النقود في جيبين جرى تصميمهما لهذا الغرض على الجانبين ، ذواتي أزرار معدنية ، لفتحهما أو غلقهما صوت مميز . ولستُ متأكداً هل أخذت الكلمة " كمر " اسمها من كلمة يونانية تعني العقد الذي يأتي في البناء (Kamara ) . لكن العامة عندنا تعني بالكمر ما يوضع به الدراهم. وللكمر اسم بالفصحى وهو " هميان " وحسب المعاجم فإن :الهِمْيانُ التِّكَّة، وقيل للمِنْطَقَةِ هِمْيانٌ، ويقال للذي يجعل فيه النفقة ويشدّ على الوسط: هِمْيان؛ : والهِمْيان دخيل معرّب، والعرب قد تكلموا به قديماً فعرّبوه. أعود إلى الوزرة أو الفوطة فلم أجد لهما أثراً في الفصحى . إلا أن طوبيا العنيسي ذكر في معجمه (تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية ) أن كلمة" فوطة " تركية بمعنى مئزر (فوته)..