ربما جاء اليوم الذي نجد فيه ملابسنا من قماش "الجينز". كل شيء جائز مع حمى التقليعات والطلات والدعايات. يمكن نرى الدقلة تُصنّع من الجينز. وربما أثواب الشتاء وعباءات النساء. أزعم هذا لأن نسيج القماش أو نوعيته بدأ بأشكال بناطيل للرجال، ثم تطوّر إلى بناطيل للفتيات، واستدار ليظهر على شكل تنورات نسائية وسترة (جاكيت) رجالية. أحد معارفي كان يعمل في أرامكو في أعمال الصيانة والفك والربط والمحروقات والزيوت. واحتفظ ببناطيل الشغل للذكرى، شهباء يكسوها غبار ممتزج ببقع زيت لم يستطع إزالتها رغم الغسل المتكرر. أُعجبت ابنته بال.. "ستايل" وطلبت من والدها أن يتركها لها وأجرت عليها تعديلا بسيطا ولبستها أكثر من مرة أمام زائرات وزميلات وأظهرن إعجابا استثنائيا بهذه "الموضة" وسألنها إن كانت من داخل المملكة، وقلن شيئا عن سر الخيوط وامتزاج النسيج..! وسر وروعة توزيع النقاط..!، والتغاير..!. وهل هو من الخارج كنوع جديد أو نسخة عصرية لتفكير لباسي مُبتكر. ومفردة جينز (JEANS) جاءت من الفرنسيّة (بلو دي جينز) bleu de Genes من جنوا في إيطاليا (GENOA) ولبسها الرعاة في الغرب الأمريكي بكثرة دلالة على كونها لباس الخشونة. كانت ملابس الجينز، أو ما تسمى في بعض أنحاء العالم العربي ملابس الكاوبوي، تعتبر رمزا للعالم المتحرر والغربي عموما. بل ووصل شغف الأوروبيين إلى حد أنهم رمزوا إلى حبهم للجينز في أغانيهم، بأغنية شعبية من أغاني البوب تحت عنوان "جينزي، كل شيء في حياتي" لكن شهر عسل الغرب مع الجينز كما أرى بدأ يقترب من نهايته وصل إلى نهايته خصوصا بعد مرور عقود على ارتدائه. قرأتُ أن إيطاليا أنتجت "جينزا إسلاميا" فيه عدد من الجيوب، وواسع يسمح بسهولة الركوع والسجود، وأن الشركة باعت منه في أسبوع واحد 9400 بنطال.