قال الدكتور صالح العواجي وكيل وزارة المياه والكهرباء لشؤون الكهرباء ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء إن الاستعدادات لمواجهة أحمال الطلب على الطاقة لصيف هذا العام تعتبر "جيدة"، مع بلوغ القدرة المركبة في المملكة إلى (50) ألف ميجاوات بنهاية عام 2010م بعد أن تجاوز حمل الذروة في الصيف الماضي إلى 45000 ميجاوات, مشيرا الى تطلعات القائمين على القطاع بعدم حدوث انقطاعات رئيسية في أي جزء من أجزاء الشبكة. وأبان العواجي أن التحديات لقطاع الكهرباء في المملكة تتضخم سنويا من جهة النمو العالي المتواصل في الطلب على الطاقة، والحاجة لتمويل ضخم لتنفيذ مشاريع الكهرباء، ونمط الاستهلاك المرتفع في المملكة، وقصور الاهتمام بكفاءة استخدام الكهرباء وترشيد استهلاكها، والتفاوت الكبير بين تكاليف إنتاج الكهرباء وأسعار بيعها وما يترتب عليه من الإسراف بالاستهلاك، مشيرا إلى أن التباين الموسمي للأحمال من أهم التحديات، حيث تجاوز حمل الذروة لعام 2010م (45) ألف ميجاوات، بينما ينخفض في موسمي الشتاء والربيع إلى حوالي (50%) من هذه القيمة، وكذلك نقص الاحتياطي وقت ذروة الأحمال في الصيف، حيث إن تأمين الاحتياطي المطلوب يحتاج إلى تمويل ضخم لبناء محطات توليد، وما يتبعها من خطوط نقل، ومحطات تحويل لا تستغل إلا لأيام معدودة خلال الصيف، وتظل متوقفة طوال العام مما يجعل هذه التكاليف تنعكس على تكاليف إنتاج الكهرباء. وأضاف: "ومن التحديات الكبيرة دخول كثير من أجهزة التكييف متدنية الجودة إلى السوق المحلية مما أدى إلى رفع استهلاك الكهرباء، ورفع الفاقد، وإحداث خلل في تشغيل المنظومة نتيجة ارتفاع القدرة غير الفاعلة". وأبان العواجي بعد افتتاحه منتدى ومعرض كفاءة وترشيد الكهرباء نيابة عن وزير المياه والكهرباء, أن حملات ترشيد استهلاك المياه والطاقة بدأت بحصد استجابة جيدة مع ارتفاع مستوى الوعي, مؤكدا أن الوزارة عملت على إعداد خطة وطنية لترشيد وحسن استخدام الكهرباء حتى عام 2030م بالتعاون مع اليابان، تهدف إلى وضع سياسة واضحة لترشيد استهلاك الكهرباء وآليات لتطبيقها، وتأهيل الكوادر الوطنية في مجال ترشيد استهلاك الكهرباء، وإعداد التشريعات والبرامج اللازمة لتنفيذها، وبدأت بتنفيذ برامجها التي منها تنفيذ حملة وطنية للتوعية بترشيد استهلاك الكهرباء، روعي فيها أن تكون متواصلة وتشمل تقديم برامج توعوية في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ومن شأنها تبصير المواطنين والمقيمين بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء ورفع كفاءة استخدامها، ومساعدتهم في تخفيض فواتير استهلاكهم من الكهرباء، وشملت الحملة توعية معلمي وطلاب المدارس. وأبان الدكتور العواجي أنه يجري حالياً تنفيذ مشاريع في قطاعات التوليد والنقل والتوزيع تتجاوز تكاليفها (115) مليار ريال لمواجهة الأحمال المتنامية سنويا، تشمل مشاريع التوليد التي يشارك فيها القطاع الخاص، ويقدر التمويل المطلوب لمشروعات الكهرباء خلال الأعوام العشرة المقبلة بحوالي (330) مليار ريال, مبينا أن الشركة السعودية للكهرباء بدورها سعت لتوفير الخدمة الكهربائية بإنشاء المشاريع الخاصة بتعزيز النظام الكهربائي، وتنفيذ العديد من برامج إزاحة الأحمال، التي تشمل برنامج التعريفة المتغيرة لكبار المشتركين، وهو برنامج يطبق اختيارياً على كبار مشتركي القطاعين الصناعي والتجاري. ويتلخص البرنامج في تطبيق تعريفة تشجيعية لهؤلاء المشتركين بحيث تحفزهم على إزاحة أحمالهم إلى خارج وقت الذروة، ويوفر للمشتركين نسبة لا يستهان بها من قيمة الاستهلاك. كما بدأت الشركة برنامجاً طموحاً لرفع كفاءة محطات التوليد يتوقع أن يحقق نتائج جيدة. الجدير بالذكر أن المعرض يشهد عددا من العروض المتزامنة والمتمثلة في "منتدى ومعرض كفاءة وترشيد الكهرباء"، المؤتمر الدولي لترشيد الكهرباء و"المعرض السعودي للطاقة 2011"، المعرض الدولي الرابع عشر للكهرباء وتوليد الطاقة وتقنيات المياه والتدفئة والتهوية وتكييف الهواء و"المعرض السعودي للمعدات والآليات الثقيلة ومركبات البناء 2011", بمشاركة 300 شركة من 19 دولة, كما ستقدم العديد من أوراق العمل لتبادل الخبرة حول أفضل السبل لترشيد وكفاءة استغلال الطاقة.