ما جاء في مقالة قيمة للدكتورة نهى قاطرجي في مجلة المجتمع في عددها رقم (1644) عن (الأوضاع السيئة للمرأة المسلمة واتفاقيات جنيف) عن (الأوضاع السئة للمرأة المسلمة واتفاقيات جنيف) والتي توضح التناقض بين ما تنادي به الاتفاقيات لحماية النساء بشكل خاص من الاعتداء والاغتصاب والبغاء القسري أو أي شكل من أشكال التحرش الجنسي.. في زمن الحرب كما جاء في المادة 27 - 2 من اتفاقية جنيف، ومعاناة النساء اللاتي يعشن في مناطق الاحتلال أو في مناطق الحروب التي تتلخص في القتل والإصابة من جراء الهجمات العسكرية العشوائية وانتشار الألغام .. وبين الافتقار الى سبل البقاء الأساسية والرعاية الصحية والحد من سبل كسب العيش وإعالة الأسر، والاختفاء وأخذ الرهائن والتعذيب والسجن والتجنيد الإجباري في القوات المسلحة والتشريد.. وبالإضافة الى هذه الرزايا هناك العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء فقد أفرزت الحروب الدولية والأهلية فظائع تتعرض لها النساء حيث يمارس ضدهن الاغتصاب كأداة من أدوات الحرب القاهرة التي تكون أشد فتكاً من القتل.. فالقتل يخلف شهداء يثيرون الحماسة في البقية من المواطنين.. أما الاغتصاب فإنه لا يمثل ذلاً وقهراً للنساء فقط بل يحدث شرخاً في النفوس جميعها خصوصاً أن هذه الشريحة تتعرض لهذا الاعتداء وهي ليست من الفئات المحاربة مثلاً ولكن يستخدمن وسيلة للانتقام من الأعداء ضد النساء.. ويتم الاغتصاب بمعرفة القيادات بل يتم في البيوت وأمام آباء وأمهات الفتيات صغيرات السن.. وما حدث للنساء المسلمات في البوسنة اللاتي تعرضن للاغتصاب بلغ عددهن عشرين الف امرأة تعرضن للاغتصاب من قبل الصرب في الحرب التي بدأت عام 1992م بل أجبرت النساء المغتصبات في البوسنة على الحمل القسري من قبل جنود الصرب الذين صرحوا أنهم هدفوا من وراء هذا الحمل أن يوجدوا جيلاً من البوسنيين يتمتع بالصفات الصربية!! وما يحدث في سجون دولة العدو الصهيوني للأسيرات الفلسطينيات من أساليب التنكيل والتعذيب الجسدي والضغوط النفسية. هو نموذج لهذا العنف الجسدي.. ٭٭ بل إن من يقرأ كتاب (ألكيان الصهيوني.. دولة القمع والإرهاب) للأستاذ عبدالناصر محمد مغنم عن الوضع المزري لما يدور في سجون الصهاينة للأسرى والمعتقلين من مختلف الأعمار يستغرب كيف هذا الصمت تجاه هذا الإرهاب الحقيقي.. وإن كنت سأتوقف عند وضع النساء حيث تسجن المجاهدات الفلسطينيات إلى جانب المومسات الإسرائيليات كما هن في سجن يطلق عليه (نيفي تريتسا) حيث يتعرضن للأذى من قبل هؤلاء الداعرات.. ناهيك عن أشكال التعذيب الذي يمارس ضدهن ويتفنن هؤلاء الوحوش في ممارسته ضدهن لا فرق في أعمارهن هل هن في العشرين أو الثلاثين أو الرابعة عشرة.. وما يدور في هذه السجون هو نوع مهين ويظل خارج إطار تنفيذ هذه الاتفاقيات.. كما هي الحال فيما يخص النساء في الحروب وفي حالات النزوح واللجوء الى مناطق أخرى تتراكم فيها المعاناة والاستغلال والوحشية البشرية عندما لا يحكمها قانون ولا تخضع لبنود اتفاقيات.. ٭٭ في معظم الندوات والمؤتمرات التي تناقش قضايا العنف ضد النساء يضعف صوت هؤلاء النساء اللاتي يعانين بجدارة.. سواء كن مدنيات أو محاربات أو أمهات أو مراهقات.. ٭٭ اتكاءة الحرف.. قيل: القانون شبكة لا يسقط فيها سوى صغار الطيور.