كسر فريق الاتفاق جميع المعادلات الرياضية ولغة الأرقام والمال عندما احتل المركز الثالث في سلم الترتيب النهائي لأقوى بطولة محلية وهي دوري "زين" السعودي إذ لعب الدور الحيوي لخبرة رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري ونائبه خليل الزياني وأمين الصندوق عدنان المعيبد وأمين عام النادي أحمد الدوسري وعضو الإدارة يوسف السيد والدعم المالي والمعنوي من العضو الشرفي البارز عبداللطيف الزهراني لعب الدور الكبير في تغيير هوية وشكل الفريق في فترة تقل عن ثلاثة أشهر فقط وهي الفترة الفاصلة بين نهاية الموسم الماضي وبين بداية الموسم. وكان هناك تباين بين موسم 2011 وموسم 2010 للفريق الاتفاقي الذي سجل تراجعا مخيفا في دوري الموسم الماضي 2010 واحتل مركزا متواضعا في سلم الترتيب للدوري إذ احتل المركز التاسع برصيد 22 نقطة فقط من أصل 66 نقطة وبات خارج منظومة فرق النخبة في ذلك الموسم الذي سجل مهاجموه فيه 24 هدفا ألمانية أنقذت الفريق وتونسي أعاد الاستقرار وبرازيلي صنع الفارق وهلالي سرق الأضواء واستقبلت شباكه 30 هدفا وحقق الفريق الفوز في خمسة لقاءات فقط وتعادل في 7 مباريات بينما تلقى الهزيمة في عشر مباريات وهي نتائج متواضعة بكل المقاييس جعلت الفارس يعيش موسم كساد غريب لم تتعوده جماهيره، ولكن الإدارة تداركت الموقف بصورة سريعة وعملت على ترميم صفوف الفريق وسد الثغرات فيه وتدعيم صفوفه بأفضل العناصر المحلية والأجنبية بحسب الإمكانيات المادية التي من الصعب مقارنتها في الأندية الجماهيرية الأخرى إذ إن الاتفاقيين لم يوقعوا عقود رعاية أو عقود إعلانات على فانيلات اللاعبين أو حتى يتعاقدوا مع شركة لتسويق تذاكر مبارياتهم ليكون هناك مفهوم جديد يطبقه الاتفاقيون في أن لغة الأرقام والمال ليس هي فقط المؤشر الحقيقي لأى نتائج للفرق الكروية، وجاء دعم الفريق بلاعبين اجانب وسعوديين سعيا لإعادة التوازن لصفوف الفريق حتى يصبح قادرا على إعادة الهيبة المفقودة ل"فارس الدهناء" فماذا حدث وكيف استطاعت الإدارة أن تعيد الفارس إلى الواجهة وتقفز به من المركز التاسع إلى المركز الثالث وتقوده إلى المراكز القيادية بحصد البرونز والدخول ضمن الفرق التي ستمثل المملكة في دوري أبطال أسيا في الموسم المقبل. عمل مميز قامت الإدارة بتجديد عقد المدرب الروماني مارين إيوان في خطوة مدروسة إذ أدى الطاقم الفني بقيادة مارين دوره بكل اتقان ووضح أن المدرب مارين من نوعية المدربين الذين يعشقون النظام والانضباط بالدرجة الأول فكان أن اجبر اللاعبين على تنفيذ برامج التدريبات اللياقية الصباحية والتي ساهمت بصورة فاعلة في ارتفاع المخزون اللياقي عند اللاعبين بالدرجة التي جعلتهم قادرين على إكمال المباريات بنفس الرتم الذي يبدؤونها به وكان من الطبيعي أن تتحقق أعظم النتائج مع هذا المدرب الذي يعشق الانضباط ولا يعترف بالنجومية بقدر ما يعترف بعطاء اللاعب وانضباطه بصرف النظر عن الأسماء. بداية موفقة مقاطعة بلاربيك في ألمانيا هو نقطة الانطلاق الرئيسية في الإعداد للموسم الرياضي إذ أقام الفريق معسكره الإعدادي هناك لفترة تجاوزت الثلاثة أسابيع أدى من خلالها أكثر من تسع مباريات تجريبية مع فرق ألمانية وفرق أخرى كانت تقيم معسكراتها هناك وحقق الفريق من خلالها نتائج جيدة ومطمئنة مع تلك الفرق أكدت مدى الاستفادة التي جناها الفريق من فعاليات ذلك المعسكر الإعدادي، ووصل الفريق لمرحلة متقدمة من الانسجام والتفاهم بين اللاعبين القدامى والجدد والمحترفين الأجانب ووصل المدرب مارين باللاعبين إلى المعدل المطلوب من الجرعات اللياقية التي تعتبر هي العامل المؤثر في نجاحات الفريق وهو يخوض موسم طويل. توقيع العقود وفقت الإدارة في الاختيار للاعبين المحترفين الأجانب للفريق في هذا الموسم إذ كان أولى خطوات النجاح التي حققتها الإدارة وهي تختار محترفيها الأجانب بعناية فائقة بمساعدة من مدرب الفريق السابق الروماني مارين فالمهاجم الأرجنتيني سبستيان تيجالي كان عنصرا هاما وأساسيا في خط المقدمة بالفريق الاتفاقي وساهم بمهاراته العالية وحساسيته المفرطة أمام الشباك من حسم عدد من المباريات الهامة للفريق والبرازيلي لازاروني لاعب المحور القوي كان يمثل ترسانة قوية أمام خط الدفاع ويؤدي ادوارا مزدوجة دفاعا وهجوما والبرازيلي الآخر ماتيوس لعب دور أساسي في خط الوسط وساهم في حسم بعض المباريات عندما يغيب الهدافون عن التسجيل والعماني حسن مظفر وضع حدا فاصلا للهاجس الذي كان يؤرق مضاجع المدربين في مركز الظهير الأيسر إذ أدى دوره فيها بكل إتقان وكان يشكل قوة هجومية كبرى في الجهة اليسرى للفريق. تناغم الصفقات واصلت الإدارة تفوقها في هذا الموسم في وضع إستراتيجية واضحة للفريق إذ قامت باستقطاب لاعبين محليين على مستوى متميز كانوا إضافة حقيقة لصفوف الفريق وأبقت الحارس المخضرم محمد خوجه وجددت للمدافع المخضرم فهد المفرج لعام كامل وفي فترة التسجيلات التمهيدية الثانية استعانت بجهود النجوم أحمد المبارك ومازن الفرج وعلاء ريشاني وكان هؤلاء النجوم يشكلون زخما كبيرا لخطوط الفريق الثلاثة فخوجة كان الاحتياطي الأهم للحارس الأساسي فايز السبيعي فيما كان المفرج يمثل ترسانة دفاعية قوية بجانب سياف البيشي فيما بات ريشاني ورقة هامة في يد المدرب التونسي يوسف الزواوي والنجم احمد المبارك القادم من النصر كان يمثل العلامة الفارقة في خطوط الفريق الاتفاقي وهو يعتبر من اكبر المكاسب التي حققتها الإدارة في فترة التسجيلات الثانية. الوصول للبرونزية حقق الفوز الاتفاق في هذا الموسم في 13 مباراة وتعادل في 3 مباريات وتلقى الهزيمة في 8 مباريات كانت على التوالي على النحو التالي هزيمة افتتاحية أمام الاتحاد 1-2 وتعادل أمامه في الدمام 2-2 ثم فوز على الأهلي 4-3 وهزيمة منه في الدور الثاني 1-5 ثم هزيمة أمام الشباب 2-1 في الرمق الأخير في الرياض وفوز عليه في الإياب في الدمام بهدف واحد ومن ثم فوز على الفيصلي في الدمام بهدف واحد والهزيمة أمامه في المجمعة بهدف واحد، وكان الفوز مكررا على نجران في الدمام بهدف واحد وفي نجران 4-2 ثم حقق الفوز على الوحدة مكرر في مكة بهدف وفي الدمام بثلاثة أهداف مقابل لاشي ثم كان التعادل الايجابي امام الفتح في الدمام بهدفين لكلا الفريقين والهزيمة من الفتح في الإحساء بهدف واحد وتلقى الفريق الهزيمة أمام الهلال في الرياض بهدف واحد وفي الدمام بثلاثة مقابل هدفين، وكان الفوز على الرائد في بريدة بثلاثية والتعادل معه ايجابيا في الدمام 2-2 وحقق الفوز مكرر على الحزم 2-1 في الدمام وفي مدينة الرس 4-1 وتلقى الهزيمة امام النصر في الرياض 1-2 وفاز عليه في الدمام 3-1 وفاز على التعاون مكررا بنتيجة هدف في المباراتين في بريدة والدمام وكان مسك الختام الفوز على الجار التقليدي والمنافس اللدود على زعامة المنطقة الشرقية القادسية ذهابا في الراكه بثلاثة أهداف مقابل لاشيء وإيابا في الدمام بهدف مقابل لاشيء. التعاقد مع الزواوي بعد تسريح المدرب الروماني مارين أتت الإدارة بالمدرب العربي التونسي يوسف الزواوي ليقود الفريق في المرحلة المتبقية من فعاليات الموسم الرياضي الحالي وقد كانت الخطوة ايجابية إلى ابعد الحدود بحكم أن المدرب الزواوي ليس غريبا على الدوري السعودي إضافة إلى انه قد ألغى حاجز اللغة بينه وبين اللاعبين وهي جزئية مهمة عادة ما تشكل حاجزا كبيرا بين المدرب واللاعبين في نقل المعلومة وإيصالها بصورتها الصحيحة للاعبين وكان أن جاءت النتائج مشرفة إلى حد كبير مع المدرب الزواوي ساهمت بصورة مباشرة في السير بالفريق بخطى راسخة نحو الغايات المرجوة له حتى حقق الهدف المنشود وتربع على المركز الثالث بكل ثقة واقتدار، المدرب الزواوي قاد الفريق في ست مباريات حقق الفوز في أربع مباريات كانت على التوالي أمام الحزم 4-1 وأمام النصر ثلاثة أهداف مقابل لاشيء وأمام التعاون بهدف مقابل لاشي وأخيرا أمام القادسية بهدف مقابل لاشيء وكان قد تلقى الهزيمة في أولى المباريات التي اشرف عليها أمام الهلال في الدمام بثلاثة أهداف مقابل هدفين وتعادل في مباراة واحدة أمام الرائد بهدفين لكلا الفريقين في الدمام. المفرج يستمع لتوجيهات الزواوي