ماذا يكتب الكاتب عن الأديب والمؤرخ عبدالله بن خميس.. كيف يبدأ وكيف ينتهي، وهل باستطاعته أن يلم بكل هذا العطاء الثقافي الوافر لهذا العلم الكبير.. أقلام كثيرة سوف تتحدث عنه بعد رحيله، وتحاول استعراض مؤلفاته المتعددة وكل جوانب حياته العملية والعلمية.. فهل ستوفيه حقه كما ينبغي، وتحيط بكل أعماله الأدبية الكثيرة التي تزخر بها المكتبة العربية على امتداد الوطن العربي الكبير.. عبدالله بن خميس يرحمه الله، أجاد في كل مجالات المعرفة ولم يقتصر على جانب واحد، واهتمّ كثيراً في كل ما يتعلق في بلادنا وتراثها متعدد الجوانب في التاريخ والأدب والثقافة، واهتم بالمعالم الجغرافية داخل بلادنا من جبال وأودية ورمال وطرق ومعالم وبلدان.. حددها وعرف بها بأسلوبه الأدبي الشيق. في مجال الأدب الشعبي كان له اهتمام خاص، كتب وألف ودافع عن هذا اللون من الأدب وبين أهميته وقيمته الأدبية والثقافية والتاريخية وأعتبره رافداً من روافد الأدب الفصيح شعراً كان أو نثراً، ويكفي في هذا الجانب كتابه القيّم "الأدب الشعبي في جزيرة العرب" الذي يعد من أهم الكتب التي خدمت الأدب الشعبي وعرفت به وبأهميته بأسلوب علمي رصين. ومن كتبه الأخرى في مجال الأدب الشعبي: كتاب من القائل وهو في الأصل مادة برنامج إذاعي شهير يحمل نفس الاسم، وكتاب راشد الخلاوي تراثي أدبي له طابع تاريخي، كتاب من أحاديث السمر قصص شعبية واقعية تحمل مضامين مفيدة من الماضي يستفاد منها في الحياة المعاصرة، كتاب أهازيج الحرب أو شعر العرضة وثق بت بعض قصائد هذا اللون ونسبها لأصحابها، الجزء الثالث من كتاب الشوارد جمع فيه أجمل أبيات الشعر الشعبي، كتاب رموز الشعر الشعبي تنبع من أصلها الفصيح، وعنوان هذا الكتاب يدل على مضمونه. هذا إضافة إلى العديد من المقالات الصحفية والبرامج والمقابلات الإذاعية والتلفزيونية والمحاضرات التي كان يرحمه الله يبن من خلالها أهمية الأدب والموروث الشعبي في حياتنا المعاصرة، وأنه رافد مهم للأدب الفصيح ولا تأثير سلبياً منه على اللغة العربية الفصحى. هذه إضاءة خفيفة أردنا منها إيضاح جزء يسير من عناية الأديب الكبير عبدالله بن خميس يرحمه الله، بالأدب الشعبي ومكانته لديه، وستبقى هذه الأعمال وغيرها شاهداً حياً على المكانة الأدبية الرفيعة للراحل الكبير، نسأل الباري عز وجل أن يجزاه خيراً ويتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.. اللهم انزله منزلاً مباركا وأنت خير المنزلين.