تعد الثقه بالنفس من اهم متطلبات الحياة الاساسية واذا عدمت الثقة عند الانسان سيتعرض الى العديد من المواقف التي ستؤثر في نفسيته وقد تهدم امكانياته وتشعره مهما كان مبدعا بانه لن يفلح ابدا. وكذلك هو الشاعر، وثقة الشاعر بنفسه لابد ان تكون موجودة ويجب عليه الثقه بنصّه المقدم ليطوّر مستواه الشعري، والاهم من ذلك ان يفرّق الشاعر بين الناقد والحاقد ويتقبّل النقد الموجه له من النقد الهادف البنّاء، بعيدا عن الناقد الذي يحطم افكاره ويكسر مجاديفه ويجعله يائساً عن تقديم ماهو افضل. ما الذي يمنع من خوض تجربة شعرية وعرضها على من يمتلك ذائقة لمعرفة الرأي سواء كانت التجربة ناجحة ام ليست بناجحة لان المحاولة وبذل المجهود واعداد نص لا تعد فشلا بل جديرة بان تحسب من بدايات شاعر وهي بمثابة قفزة لتعلّم السباحة ولكن في بحر من بحور الشعر ومع عدّة محاولات من الممكن ان نجد شاعرا مبدعا ومثل ما قالوا (ما احد طلع من بطن امّه عالما). ويجب على الناقد احترام فكرة الشاعر ومجهوداته وعدم التسرّع بتوجيه النقد حتى يفهم الفكره لان بعض القصائد تكون برموز يفهما بعض الشعراء او رموز بين الشاعر وشخص اخر ومهما كان مفهوم القصيده يبقى المعنى في بطن الشاعر. واذا امتلك الشاعر الثقة يستطيع ان يمتدح قصائدة كما سمعنا بيت المتنبي الذي يتردد على لسان الشعراء: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم وكما قال شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت: لساني صارمٌ لا عيب فيه وبحري لا تكدره الدلاء ولذلك يجب علينا ان نشيد بالشاعر لكي نطور مستواه ويحافظ على ثقته ولا يصبح ما بين الناقد والحاقد. عادل بن سليمان المخلفي - الرياض