مَن اليوم أولى بالتعازي وأجدر أنحن أم (الضاد) التي كنت تؤثر؟ كلانا جدير بالتعازي وإنما لنا دونها قلب وعين تعبّر رحلت بأمر الله لله مثلما حييت لهذا العلم ترسو وتبحر وغبت عن الأنظار غيبة حاضر لأنك فينا بالفضائل تذكر إذا الموت أخفى عن محبيك صورة وأسكت صوتاً بالفخامة يسحر فليس له أن يخفي اليوم سيرة لها في رحاب المجد ذكر معطر وشعراً نرى فيه زهيراً منقحاً وشاعر طي للمعاني يحبر ونثراً أذيب التبر فيه جزالة كما ذوب الإبريز في النثر جعفر ومكّنت في (الفصحى) تمكن واصل ولم تنكر (الأخرى) كما القوم أنكروا وهبت فضاءات الإذاعة نفثة من السحر تستهوي القلوب وتأسر وشيّدت للإعلام صرح ثقافة سيبقى مدى الأيام كالبدر يزهر ولم تنس تعليم الفتاة وربما بشعرك نالت ما به الآن تفخر وقفت وما في اللوم شك لواقف ينادي بتثقيف الفتاة ويجهر لك الله كم حمِّلت ثقل إدارة على ما تعانيه فما كنت تضجر وكم كنت في صد الأباطيل ثابتاً إذا ارتجف الأوباش يوماً وأدبروا عرفت أصيل الرأي حراً مسدداً مكيناً أميناً باذلاً لا يقصر نصرت فلسطين الحبيبة نصرة سيذكرها تاريخ صدق يقدر ستبكيك أرجاء الجزيرة كلها لأنك فيها رائد ليس ينكر أحبتك إذ أحببتها فرسمتما بريشة عشق صورة لا تكرر إذا هجرت بادرتها وصل عاشق وإن رضيت فالوصل لاشك أكثر منحت ثراها رحلة بعد رحلة تدوّن ما تملي عليك وتنشر من الربع للدهناء للحفر للعلا لجازان للصمان لا تتقهقر وجبت رباها في هواها متيماً تقاسي هجيراً ما يطاق فتصبر أصخت إليها حين ناجاك رملها وناداك واديها فلبيت تنفر وجاوبت أصداء الجبال مسلماً بكف وفي الأخرى مداد يسطر وألهمت أسرار الجزيرة كلها فصرت لها نعم الدليل الميسّر وصرت لها (سفر الحقيقة) دائماً إذا تاه ذو بحث وحار محرر أراني وهذا الشعر مثل معدّد رمال فلاة كيف بالله تحصر؟