اعتذر نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ووزير الخارجية علي كرتي عن مقابلة وفد مجلس الأمن الدولي الذي يزور البلاد حاليا ، في وقت تصاعدت فيه الحرب الكلامية بين الجنوب والشمال بعد سيطرة الجيش الشمالي علي بلدة آبيي النفطية المتنازع عليها بين الجانبين. وعبرت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي سوزان رايس عن أسف المجلس لما أسمته رفض المسؤولين في الحكومة السودانية مقابلة المجتمع الدولي. وقالت في مؤتمر صحفي بالخرطوم قبيل مغادرة الوفد إلى مدينة جوبا حاضرة الجنوب إن الخرطوم أضاعت الفرصة على نفسها في بحث تطورات الأوضاع في منطقة آبيي واتفاق السلام الشامل. وقالت رايس إن وزارة الخارجية اعتذرت عن اللقاء لدواعي مرض الوزير علي كرتي . وأضافت "نتمنى للوزير الشفاء لكننا نأسف لعدم مقابلة نائب الرئيس علي عثمان طه ، وأدانت رايس تدهور الأوضاع في أبيي، وأوضحت أن تصاعد العمليات من شأنه أن يعود بالطرفين للمربع الأول وهو الحرب. وقالت إن عملية دخول الجيش الشمالي للبلدة تعد انتهاكا خطيراً لاتفاق السلام الشامل، ويهدد بالعودة للحرب. وناشدت رايس الأطراف بالانسحاب الفوري من أبيي، ووقف العدائيات والتوصل لتفاهمات قبل انتهاء الفترة الانتقالية المقررة في السابع من شهر يوليو المقبل. وبالمقابل طلبت حكومة الجنوب أمس من الجيش الشمالي إنهاء ما أسمته «الاحتلال غير المشروع» لمنطقة أبيي . وحذر وزير الإعلام في حكومة الجنوب برنابا ماريال بنجامين من أن معارك الأيام الأخيرة قد تغرق البلاد مجددا في الحرب الأهلية. وأضاف «انه اجتياح غير مشروع ينتهك كل اتفاقيات السلام ويعرض للخطر حياة آلاف المدنيين»، وتابع «إنهم يسعون وراء الانشقاق، لكن لا يمكن أن نقبل بأن يدفعوا الشعب السوداني إلى المواجهة». وقال الوزير ان جنوب السودان يبقى رغم كل شيء ملتزما باحترام اتفاق السلام الذي وضع حدا للحرب الأهلية. إلى ذلك شرع الوسيط الأفريقي ثامبو امبيكي الرئيس الجنوب أفريقي السابق في إجراء اتصالات بالخرطوم لاحتواء الموقف . وبحث أمبيكي مع الرئيس عمر البشير الخطوات القادمة التي يجب القيام بها، وقال عقب الاجتماع ان اللقاء بحث عددا من القضايا من بينها مسألة أبيي. إلى ذلك، قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس خلال اجتماعهم في بروكسل منح جنوب السودان (الدولة الأفريقية الجديدة) 200 مليون يورو (280 مليون دولار) مساعدات تنمية من الاتحاد. وقال الوزراء في بيان "إن المساعدات الخارجية ستكون هامة لمساعدة جنوب السودان في مكافحة الفقر المدقع وتمكين المجتمعات المحلية وتقديم الخدمات الإجتماعية الأساسية للسكان". ومن المتوقع أن يعلن جنوب السودان استقلاله يوم 9 يوليو وذلك في أعقاب استفتاء بشأن الانفصال جرى في يناير.