تشهد مدينة بريدة هذه الأيام انتشاراً واضحاً لباعة الطرق والشوارع، حيث تزداد أعدادهم للاتجار في "البطيخ" و"الشمام" والمنتوجات الزراعية الصيفية لمزارع منطقة القصيم وغيرها. الملفت في الأمر أن جميع من يمارس البيع هم من المواطنين تقريباً، ومحلاتهم هي مركباتهم، ووجدوا في هذه المهنة مصدر رزق لهم، والبعض وجدها فرصةً لزيادة دخله واستغلالاً لأوقات فراغه، حيث يتنافسون في المواقع العامة والبارزة التي يرون أنها الأفضل لكسب المشترين، وتسويق بضاعتهم على المارة والعابرين، وتقل أسعار بضائعهم عن غيرهم من الأسواق غالباً، ويتنافسون بتقديم خدماتهم لزبائنهم، فالبعض يقدم خدماته لعملائه وهم في سياراتهم، تمضي الساعات الطوال وهم في لهيب وحرارة الشمس، بانتظار زبائنهم الذين يزدادون غالباً بعد انصراف الموظفين والطلاب من أعمالهم. ويشكل غياب التنظيم وانتشار هؤلاء الباعة خطورة مرورية وصحية، فالبعض من هؤلاء يتنافسون بالاقتراب من الطرق والشوارع للظفر بالمشترين، فيما يشكل توقف سيارات المشترين خطورة أخرى أحياناً، نتيجة لتوقفهم العشوائي وإعاقة الحركة المرورية، رغم محاولات دوريات المرور ضبط الحركة، فيما تكمن الخطورة الصحية في عرض مبيعات هؤلاء تحت أشعة الشمس الحارقة، وقد تنال الإضرار الصحية. وفي ضوء التنافس بين الباعة وانتشار نشاطهم في عدة مواقع، ووجود رواج لتجارتهم الموسمية، إلا أن ذلك صاحبه تشويه للمظهر العام لمدينة بريدة، بتركهم لمركباتهم المتهالكة في مواقعهم؛ خشيةً من استغلالها من منافسيهم، وهو ما أدى بالبعض إلى إقامة مظلات عشوائية دائمة أو مؤقتة، وترك مخلفات أعمالهم اليومية، وهي أمور تسيء لمظهر المدينة العام. وأصبح من الضروري في الوضع الحالي تحرك الجهات الرسمية لإيجاد ضوابط وتنظيم تكفل لهؤلاء الباعة المواطنين استمرارية مصادر أرزاقهم، وتحقق للمستفيدين من خدماتهم احتياجاتهم الشرائية، بالإضافة إلى المحافظة على المظهر العام، والتأكد من الجوانب الصحية للمعروضات والعاملين، خاصة أن البعض أصبح تواجده شبه دائم، فهو "مسوق" للمنتوجات الزراعية (الصيفية - الشتوية). وفي السياق ذاته أشاد الكثير بتجربة أمانة مدينة الرياض في تعاملها مع الباعة والمتمثلة بإيجاد مواقع لهم وفق تنظيم وضوابط تخدم الجميع (باعة -مشترين)، فيما اقترح البعض إنشاء مظلات ذات أشكال جميلة وبعيدة عن خطر الطرق والشوارع، تكون مواقع لهؤلاء الباعة وفق تنظيم مدروس.