شاب «عشريني» غايته الاستثمار في جمهورية الصين، فقرر أن يتعلم لغتها رغم تعدد لهجاتها وكثرة أحرفها، حيث يبلغ عدد الأحرف 4000 حرف. طموح عظيم، عززته إرادته العالية، فكما تقول الكاتبة نورة العثمان: «من يكن ذا إراده، يصل إلى مراده». حيث وضع تلك المقولة نصب عينيه، فخطط لمشواره التعليمي الممتع، وبدأ فيه بحماس كبير. درس صاحبنا وتعلّم إلى أن أوشك على اتقان احدى لهجات اللغة الصينية، وهو على أتم اليقين بأنه سيمتلك عدة شركات في الصين، حيث فيها تصنّع ألعاب الأطفال والملابس والأحذية والأجهزة الالكترونية وغيرها الكثير من الصناعات. إن اقتصاد جمهورية الصين المعتمد على الاستثمار والتصدير، أصبح من أكبر الاقتصادات الكبرى نمواً في العالم. وبعد مرور سنتين تقريباً، انتقل إلى الصين حاملاً معه سيف الأمل ليقتل كل عقبة في طريقه، ونجح في تأسيس شركة صغيرة، وها هي تكبر الآن أمام عينيه وهو ينظر إليها بكل فخر واعتزاز. كثير من الناس لم يفكروا في تأسيس شركة مثله، فهو وحده فكّر فيها وأسسها، فكيف اهتدى إلى ذلك؟ سؤال لا أعرف جواباً مختصراً له، لكن لو حصرت اجاباتي بكلمة واحدة، لقلت إنها الرؤية. الرؤية هي الالهام، هي احساس نابع من الأعماق، احساس يهمس لك بعطف «أنت تستطيع». الرؤية هي حلم لطالما داعب أجفاننا، حلم جميل باستطاعتنا جلبه إلى واقعنا، وذلك لا يتحقق إلا بالإرادة والنية الخالصة لوجه الله تعالى، وان أفضل رؤية هي ما تكون أعلى من مستوى وقدرة الفرد بقليل، كي يشعر بروح التحدي اثناء تحقيقها. نحن بحاجة ماسة إلى هذه الرؤية، بحاجة إلى اطلاق القدرات العظيمة الكامنة بداخلنا، فكثيراً ما يتردد بعضنا في تحقيق أمنياته وآماله، خوفاً من التعليقات الساخرة من قبل أولئك الحسودين، ولكن الرؤية تريد منا الايمان بها والسعي بكل الطرق لأجلها.