تعتبر المملكة من أكثر دول العالم استيراداً للعطور بشتى أنواعها، إلا أن العطور المغشوشة ووسط هذا الكم الهائل من القوارير بات يُشكل حضوراً كبيراً في أسواق المملكة. وتؤكد الإحصائيات أن حجم الاستثمار في مجال العطور في دول مجلس التعاون الخليجي يبلغ حوالي (4) بلايين دولار سنوياً، والمملكة تحتل مركزاً متقدماً من منظومة هذه الدول؛ لأن المقلدة أو المغشوشة من هذه العطور، وفي ظل انتشار ظاهرة الغش التجاري، بدأت تتمدد، رغم التحذيرات المكثفة التي ترسلها الشركات الأصلية للمستهلكين. كل ذلك يحدث أيضاً رغم تأكيد الدراسات الطبية، على أن مثل هذه العطور تشكل خطراً جسيماً على صحة الإنسان، وتنتج عنها أمراض كثيرة من ضمنها "السرطان". "الرياض" تجولت في بعض أسواق محافظة جدة، ولاحظت أن أشهر الماركات العالمية من العطور والتي تباع في المراكز التجارية الكبرى بمئات الريالات، تباع في بعض الأماكن بأسعار زهيدة لا تتجاوز ال (20) ريالا. يقول "د.أحمد الزهراني": إن بعض المحلات التجارية تتعامل مع هذه العطور المغشوشة أو أدوات الزينة لإرضاء ذوق الفقراء من المجتمع، لاسيما وأن هذه الفئة ورغم حوجتها إلى "التطيب" لا تقدر على شراء العطور الأصلية بأسعار باهظة، مضيفاً أن العطور الرخيصة تجد إقبالاً كبيراً من هذه الفئات، رغم التحذيرات المكثفة من خطورتها البالغة على صحة الانسان، وكذلك أضرارها الجسيمة على حياة المجتمع، مبيناً أن الفئات الفقيرة لا تعطي لمثل هذه التحذيرات أي اهتمام، وذلك في سبيل العثور على مثل هذه العطور. وأوضح "علي الزبالي" أن هذا النوع من العطور منتشر في معظم دول المنطقة، وليس في المملكة وحسب، وذلك بفعل الغش التجاري، مضيفاً أنه برغم أنها تتسبب في هلاك صحة الانسان، إلا أنها تجد رواجاً كبيراً ما دامت أسعار العطور الاصيلة مرتفعة للغاية، وستظل هذه الظاهرة موجودة مازال الغلاء هو السمة الغالبة في عالم اليوم. من جهته أوضح أحد المقيمين أن تجارة العطور في المملكة من أكثر السلع التي تدر أرباحاً طائلة؛ وخصوصاً المقلد منها، حيث تجد رواجاً كبيراً من قبل المقيمين الذين يشترون منها الكثير كهدايا لأقاربهم في بلادهم. وفي السياق ذاته قال "عمر بن عبد الله الشريف" -مدير عام شركة ربل الدولية-: إن محاربة مثل هذه التجارة يحتاج الى يقظة تامة من قبل الجمهور، وكذلك من الجهات المعنية، مشدداً على أهمية تكثيف الحملات على المحلات والأسواق وتطبيق القوانين بأسلوب صارم، مؤكداً على أن ازدهار مثل هذه التجارة مرده غلاء أسعار العطور الاصلية، الأمر الذي يضطر البعض إلى اقتناء العطور المغشوشة؛ لضآلة أسعارها، ولأن البعض الآخر لا يجد بديلاً آخر للتطيب، إلا من هذا النوع المغشوش من العطور أو أدوات الزينة.