عندما كنت أقوم بالجزء العملي لدراسة الدكتوراه واجهتني عدة صعوبات من ضمنها زيادة الجهد وتوفير الوقت لانجاز التجارب المعملية في وقت قياسي. ومن خلال ذلك راودتني فكرة لاختراع أداة تقوم بمهمة نشر الكروموسومات على الشرائح الزجاجية ولكن للأسف كانت فكرة الاختراع في نهاية الجزء العملي الخاص برسالتي للدكتوراه وتمنيت لو نفذت هذه الفكرة في بداية عملي. ولكن أملي كبير أن يستفيد طلاب الدراسات العليا والباحثون والباحثات في المراكز العلمية والطبية ومراكز التقنيات الحيوية الخاصة بدراسة الكروموسومات. بنيت فكرة الاختراع على أداة تشبه الصاروخ تقوم بنشر الكروموسومات على الشريحة الزجاجية بطريقة منظمة غير عشوائية. تتميز الأداة بالبساطة في التركيب وخلوها من التعقيد وسهولة حملها من مكان لآخر وإمكانية تصغير العمود وغلق الملاقط ووضعها في خزانة المعمل بعد الانتهاء منها. والهدف من اختراع أداة نشر للكروموسومات على الشرائح الزجاجية هو إيجاد وسيلة عملية وفعالة وقليلة التكلفة والجهد تحل محل الطريقة التقليدية المعتمدة على السقوط العشوائي للمحلول الخلوي. والأداة عبارة عن عمود له قاعدة تساعد على تثبيته فوق السطح وقمة وبينهما ثلاثة حوامل وهي حامل قطّارات وإلى الأسفل وبالقرب من قمة العمود يوجد حامل يحتوي على عدد من الصفائح النحاسية المستطيلة والتي تحوي ثلاثة ثقوب دائرية وعلى بعد مسافة 70سم من القمة (الصفائح النحاسية) إلى القاعدة يوجد حامل آخر يحوي عددا من الملاقط لتثبيت الشرائح الزجاجية، وتعمل هذه الأداة على ضبط سقوط قطرات التجمع الخلوي بتقطير القطرات خلال الثقوب الموجودة في الصفائح النحاسية الموجودة بالقرب من قمة العمود لتسقط تلك القطرات مباشرة على الشريحة الزجاجية مما يؤدي إلى انفجار الخلايا وانتشار الكروموسومات بطريقة منظمة مختلفة عن سقوط القطرات العشوائية التي تتم من خلال استخدام اليدين إحداهما مرفوعة للأعلى تقوم بمسك أنبوب التقطير والأخرى مرتخية للأسفل تقوم بمسك الشريحة الزجاجية. هذه الأداة توفر ثلاثة عوامل مهمة وهي التوازن من خلال سقوط قطرات المحلول الخلوي عبر الثقوب والمحافظة على المسافة المطلوبة لانفجار الخلايا وتوفير الوقت والجهد باستخدام أكثر من شريحة زجاجية في وقت واحد.