رصدت "الرياض" ميدانياً مراحل إنتاج "الورد الطائفي"، إلى جانب استخلاص "طيبه" المميز و"مائه" المنعش، في عز موسم "الإنتاج الوردي" الممتد إلى أربعين يوماً، والذي صاحبه إطلاق "مهرجان الورد الطائفي" هذا العام. وقال المواطن "صويلح النمري": تبدأ أولى خطوات إنتاج الورد بزراعة "الشتلات" في نوء الطرف المتوافق مع عز أيام برد الشتاء القارس لمدة 12 يوماً، يقابله الأسبوع الأخير من شهر يناير من كل عام، مضيفاً أنه يأتي بعد ذلك "التشذيب" أو "التقليم"، والمتمثل في قص الفروع حتى يتسنى للشجيرة إنتاج فروع أجود في الموسم، وليمكن المزارع من جني نتاج أكثر، مشيراً إلى أنه تستمر عملية الري في فصل الربيع إلى نهاية فصل الصيف، فيما يبدأ موسم قطف الورد مع بداية دخول فصل الصيف، ذاكراً أن القطف يستمر مدة تتراوح بين ( 40)-(60) يوماً، مشدداً على ضرورة توفير الماء باستمرار وكذلك السماد، حتى موسم القطاف من بداية شهر أبريل حتى نهاية مايو من كل عام. مرحلة القطاف وأشار "عبد الرحمن النمري" إلى أن "موسم السماك" هو بداية موسم القطاف الوردي، حيث يكون يومياً من بعد صلاة الفجر وحتى الساعة العاشرة صباحاً، مبرراً ذلك بأن درجة حرارة الشمس قد تتسبب في ذبول الورد التي يجب أن تكون متفتحة و ندية وفواحة، مؤكداً على أن طريقة القطف مهارة تكتسب بالتدرب، وبأن الشجرة الواحدة تحوي قرابة (250) وردة، ذاكراً أن الطائف تحظى بأكثر من (700) مزرعة، بها قرابة (783000) شجرة ورد. «التشذيب» ثم «القطاف» ثم «الوزن» ثم «التقطير» خطوات للحصول على «الإنتاج» الجيد مرحلة الوزن وأوضح الشاب "منصور النمري" أن الأهمية تتطلب وزن الورد المقطوف، مبيناً أن الكيس الواحد يملأه (5000) وردة، حيث ترسل للمعمل لوزنها عبر الميزان الذي توضع في كل كفة منه ألف وردة، مشيراً إلى أن إحدى الكفتين تبقى حاملة للألف وردة لإكمال وزن الورد الباقي عليها، تمهيداً لملئها في أكياس أخرى ومن ثم إرسالها لمعامل التقطير، ذاكراً أن الكثير من المعامل تشتري أكياس ورد من المزارع التي لا يمتلك أصحابها معامل، حيث يبلغ سعر الكيس الواحد (70) ريالا. طريقة القطف تمر بعدة خطوات قدور التقطير ووصف "أبو منصور" عملية تعبئة الورد في قدور المعمل النحاسية بالأهم، ويقول: يوضع (40) لتراً من "ماء العروس" في "قدر التقطير"، ومن ثم يرمى الورد حتى يمتلئ القدر، وعادة يكون عددها من (1000) إلى (1200) وردة بحسب حجم القدر، مضيفاً: "يلي ذلك سكب (40) لتراً أخرى من ماء (الثنو)؛ لكي لا يلتصق الورد في جدران القدر"، وعن نوعية الماء، أوضح أن "ماء العروس" هو منتوج تقطير الورد في المرة الأولى التي تخلو من دهن الورد العطري، أما عن "ماء الثنو" فهو ماء ورد عادي سمي ب"الثنو" لأنه يأتي كمرحلة ثانية في التقطير ويوضع قبيل إغلاق القدر. الإغلاق جيداً وذكر "منصور النمري" أنه بعد ملء القدور بالورد يحكم إغلاقها جيداً؛ حتى لا يتسرب الهواء ثم تشعل النار، مبيناً أنه يجب أن تكون درجة الاشتعال عالية في الساعة الأولى ثم تخفض، حيث يتم في تلك اللحظة التقطير عبر خروج بخار الورد من القدر، عبر أنبوب "إستيل" مغطس في صهريج ماء بارد، فيتكثف البخار وينزل على شكل قطرات في التراقي الزجاجية ذات حجم (28) لترا، حتى تمتلئ خلال أربع ساعات. تقطير ثانٍ وقال "عبدالرحمن النمري": إن مرحلة التقطير الأولى تخلو من "دهن الورد"، بينما تستخدم مياه ورد العروس ومياه الورد العادي لإنتاج الدهن في عمليات التقطير المتلاحقة، موضحاً أن التقطير الثاني يستخلص الدهن من أعلى الأنبوبة الزجاجية لماء ورد العروس، عبر سحبه ب"براويز" مخصصة، وتعبأ في زجاجات مخصصة بحجم (10) تولات، والمساوية إلى (120جم) للإنتاج اليومي ويحكمها المحصول، مبيناً أنه يلي ذلك وضعها في زجاجة سعة (100جم)، حتى تتم التصفية وتنزل الشوائب والمياه بعد وضعها في مكان دافئ لمدة (5) أيام، وبعد ذلك يسحب صافي العطر أو الدهن تمهيداً لتعبئته. الزميل الحسيني يشارك منصور في وضع الورد في إناء الغلي تعبئة المنتج وأشار "أبو منصور" في هذه المرحلة إلى أن دهن الورد الطائفي يقسم في تولات بحسب طلب الزبون، حيث تباع زجاجة (10) تولات ب(17) ألف ريال، بينما زجاجة (5) تولات ب(8500) ريال، وتباع التولة الواحدة ب(1600) ريال، والنصف تولة ب(900) ريال، والربع تولة ب(450) ريالا، مشيراً إلى أن ماء ورد العروس يباع ب(50) ريالا، وماء الورد العادي ب(10) ريال، مبيناً أن معامل الورد الطائف بلغت (40) معملا، تعمل على تقطير قرابة مليون شتلة، تحتوي (250) مليون وردة، وتقدر المبيعات ب(50) مليون ريال بحسب إحصائيات الهيئة العامة للسياحة والآثار. طريقة وزن أكياس الورد أسعار الأدوات وأبدى ملاك مزارع ومعل الشيخ باسمهم وباسم كافة مزارعي الورد الطائفي انزعاجهم من غلاء الأسعار الذي اكتنف أدواتهم واحتياجاتهم لهذه المهنة الوطنية، ف"القدر النحاسي المستورد" ارتفع سعره من (2000) ريال إلى (5000) ريال، و"التراقي الزجاجية" ارتفع سعرها من (100) ريال إلى (280) ريالا خلال ثلاث سنوات فقط، وقالوا: إن الطقس والمياه وقلة العمالة "ثالوث" يحدق بمستقبل هذا المنتج، مما يستدعي اتخاذ تدابير من قبل الجهات ذات الصلة، منوهين بتعاون جامعة الطائف بحثياً في سبيل إكثار منتوج الورد الطائفي عبر عدة وسائل علمية. إحكام إغلاق القدور ومواسير التكثيف منعاً لتسرب الهواء سكب ماء ورد العروس في القدور النحاسية