وافقت المديرية العامة للسجون على توظيف نزلائها بعد انتهاء محكوميتهم كمدربين حرفيين ومهنيين لزملائهم الذين لا يزالون يقضون محكومياتهم في سجون المملكة. كما وافقت على الاستفادة منهم كمنفذين لعدد من المشاريع المهنية في مدينة جدة ، تتضمن عددا من المجسمات والفنون التشكيلية التي ستكون معالم سياحية في جدة ، والتي سيقوم بتنفيذها نزلاء يعملون في الورش التدريبية بسجون جدة ، وتشرف عليها المديرية العامة للسجون. ورفع هذا المقترح للمديرية الفنان التشكيلي والمشرف على مركز العلياء العالمي للتدريب الحرفي والمهني بسجون جدة الأستاذ عبد الحافظ الغامدي والمشرف على تدريب المفرج عنهم الذين عملوا في ورشة التدريب خلال قضائهم فترة العقوبة في السجن وقد رحبت المديرية بهذا المقترح وأعلنت تبنيه. جاء ذلك خلال استقبال مدير عام السجون اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي في مكتبه للفنان الغامدي بمعية النزلاء المفرج عنهم. وقدم الغامدي نبذة عن مشروعه وفكرة تطبيقه التي رحب بها د. الحارثي ووعد باتخاذ اللازم لتفعيل المشروع وتعميمه على كافة سجون المملكة. وقال للمفرج عنهم : أنا فخور بكم لاسيما وأنكم من الشباب الذين استفادوا من البرامج التي نقدمها في السجون ، والتي نعتمد في تقديمها لخطط واستراتيجيات تضمن للنزيل المنخرط بها حصوله على حرفة ومهنة يمكنه استغلالها بعد الإفراج عنه ، إضافة إلى عدد من البرامج الإصلاحية المرتبطة بالعقل والروح من خلال الأنشطة الثقافية والدينية التي تقدم في جميع سجون المملكة. من جهته قال الغامدي : السجن عبارة عن إصلاحية لشباب هم جزء من المجتمع أخطأوا وتابوا , ويجب على المجتمع المغفرة لهم لاسيما وأنهم أصبحوا يملكون من الإمكانات ما يجعلهم مشرفين ومدربين في جميع سجون المملكة وحرفيين ومهنيين على درجة عالية من الجودة والمهارة ، وكلي إيمان أنهم سيخرجون على أيديهم شباباً آخرين يملكون نفس القدرة والأداء. وأكد أنه وجد دعماً غير محدود من مدير عام السجون مكّنه من تنفذ فكرته التي كانت نابعة من المسؤولية التي شعر بها تجاه وطنه. وقال : مدير عام السجون وقف معي كثيراً حتى استطعت أن أقدم عملاً جيداً ويمكنني في هذا الوقت أن أفخر بهؤلاء الشباب الذين كانوا في يوم من الأيام ضارين لأنفسهم ولذويهم ومجتمعهم ، أصبحوا منتجين يملكون المقدرة والعزم على تعويض ما فاتهم ، من خلال خدمة وطنهم بشيء مفيد. وأضاف: نملك في هذا الوطن شبابا هم ثروة تحتاج لمن يحتضنها ، لتبدع وتقدم الأفضل للمجتمع ، وشكر الغامدي هؤلاء الشباب الذين رافقوه في زيارته لمدير عام السجون على صبرهم ومثابرتهم. وأوضح بأنهم جاهزون الآن ليقوموا بمشاريعهم الخاصة بدون إشراف أو تعليم ، حيث استطاعوا من خلال موهبتهم اختصار الكثير من الوقت ليصلوا إلى ما وصلوا إليه. في الجانب الآخر استبشر المفرج عنهم بهذا الوعد والتوجه الجديد , وقاموا بشكر المديرية العامة للسجون ومديرها العام وقدموا له هدايا تذكارية من إبداعاتهم.