نظمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية امس محاضرة عن تداعيات الحادثة النووية اليابانية الحالية والمخاطر المستقبلية المتوقعة، بحضور معالي رئيس المدينة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل وعدد من المسؤولين ومديرية الدفاع المدني والهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة الصحة والمهتمين. وقدم المشرف على معهد بحوث الطاقة الذرية بالمدينة الدكتور خالد بن عبدالعزيز العيسى المحاضرة ، متطرقا إلى عدد من المحاور تناولت تفاصيل تداعيات الحادثة النووية اليابانية ودور السلطات اليابانية المختصة في مواجهتها، والمخاطر المتوقعة من تداعيات هذه الحادثة، والاعتبارات والاستعدادات الوطنية لمواجهة الطوارئ الإشعاعية والنووية، مبينا السلامة النووية ومستقبلها الدولي ، والإعلام العلمي والرأي العام ودوره في مواجهة الطوارئ. ، وتحدث عن حادثة محطة فوكوشيما اليابانية التي أعقبت زلزال 11 مارس الماضي والمد البحري الهائل ، وأكد أنه على الرغم من فداحة الكارثة الطبيعية "زلزال مدمر ومد بحري" من حيث المستوى الذي تخطى المعايير التصميمية، وكذلك الآثار المدمرة الأخرى والتي شملت مناطق مختلفة من اليابان ودمرت البنية التحتية وقضت على الكثيرين وشردت أكثر، فإن آثار الحادثة النووية الناتجة من ذلك تعتبر محدودة، بسبب أن اليابان تنتهج معايير سلامة عالية في أنشطتها النووية ولاسيما في محطات الطاقة النووية، كما أن استعداداتها وخططها للطوارئ في هذا المجال تعد من أجود الخطط والاستعدادات البشرية على مستوى العالم. مؤكداً أنه وفقاً للرصد الإشعاعي في المواقع خارج منطقة المحطة النووية فإن قيمة التعرض الإشعاعي في سنة لا تتجاوز ملي سيفرت واحد، وعلى هذا الأساس فإنه من المستحيل رؤية آثار صحية مقبولة بشكل إحصائي نتيجة للتعرض الإشعاعي دون 100 ملي سيفرت. وأشار إلى أنه من واقع البيانات التي رصدتها هذه المحطات لم يتم رصد أي مستويات إشعاعية تتجاوز المعدلات الطبيعية لبيئة كل محطة منذ وقوع الحادثة، حيث تم تطوير وسائل المراقبة بشبكة الرصد الإشعاعي والإنذار المبكر هذه بحيث تضمنت محطات رصد متحركة يتم نقلها إلى أي موقع تبرز أهميته، ويتم كذلك الوصول لنتائج المراقبة هذه بواسطة شبكة الإنترنت وعبر منافذ عبور خاصة مأمونة بهدف زيادة فاعلية وصول الجهات المختصة ومن أي موقع إلى نتائج المراقبة هذه. وختم المشرف على معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة العلوم والتقنية محاضرته بالحديث عن الإمكانات الوطنية للرصد الإشعاعي والإنذار المبكر حيث تتولى المدينة حالياً الإشراف على تشغيل 29 محطة رصد إشعاعي موزعة في 29 مدينة في المملكة، حيث ترصد هذه المحطات المستوى الإشعاعي الخارجي في محيطها بشكل مستمر وترسل النتائج آلياً للحاسب المركزي بالمدينة وفي الأحوال الطارئة يتم مضاعفة عمليات الرصد آلياً .