لعب الإعلام الليبرالي دورا بارزا في الترويج لصورة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وصد هجمات الإعلام اليميني الذي لم يتوقف عن استهدافه. وفي الحقيقة هذا ما صرح به الرئيس نفسه في لقاء في برنامج" ذا فيو" عندما رد على عدم تعليق المذيعة الليبرالية جوي بيهار على عدم اهتمام الاعلام بالجوانب الايجابية التي حققتها إدارته قائلا لها مازحا :" هذا هو عملك !!". ولكن يبدو أن هذه الحماية تآكلت في الفترة الأخيرة حيث بدا الإعلام الليبرالي غير قادر على الدفاع عن قرار الرئيس في المشاركة العسكرية في ليبيا بدون تمرير ذلك من خلال الكونغرس الأمريكي. المذيع الشهير كريس ماثيو في قناة أم أس ان بي سي المعروف بحربه العنيدة على مهاجمي الرئيس أوباما مثل بالين أو مؤخرا رجال الأعمال دونالد ترامب الذي يسعى للترشح للانتخابات بدا غير قادر على الدفاع عن موقف أوباما مشيرا –ربما لأول مرة- إلى عدالة الحجج المناهضة له والتي تقول إن الرئيس وجد كل الوقت للترتيب مع بريطانيا وفرنسا ولكنه لم يجد أي وقت لإخبار الكونغرس بهذا القرار الكبير . الإعلامي الكوميدي جون ستيورات خصص وقتاً طويلاً للتعليق عن خطابات أوباما المتضاربة حول موضوعية التدخل العسكري التي اسمها الحرب الثالثة وهو الأمر الذي لم لا يريد الرئيس الأمريكي التصريح به علانية . هذه أحد الأسباب التي جعلت الإعلام الكاره لسيرة الحروب والتدخلات العسكرية بأن يقلل من حمايته للرئيس أوباما وهو الإعلام الذي دمر صورة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بسبب حربه على العراق . من جهة أخرى , في محاولة لتغطية هذا الوضع انتقل الحديث من قبل صحافيين ليبراليين مشاهير إلى تحليل التدخل الأمريكي في ليبيا محاولين أن يستطلعوا أكثر السبل التي قد تؤدي إلى نجاح العملية وعدم إغضاب الشارع الأمريكي وأيضا عدم الإضرار بصورة الرئيس الذين يتمنون أن يحكم في فترة رئاسية ثانية ولا تسبب هذه الحرب بالتأثير على صورته . الكاتب توماس فريدمان نشر مقالته الأخيرة في النيويورك تايمز داعيا الله أن يجعل أوباما محظوظا لتخطي هذا الوضع المعقد في ليبيا . الكاتب فريد زكريا المعروف بدعمه للرئيس الأمريكي كتب تقريرا موسعا نشرته مجلة التايم عن السبل الناجحة التي يمكن أن تخرج فيه أمريكا من ليبيا . في الواقع بلاغة الرئيس أوباما نفسه في خطابه الأخير وطريقته العقلانية والعاطفية في مخاطبة الجمهور الأمريكي هو الذي ساهم من تخفيف حدة الهجوم عليه. ولكن هذا لم يعن أن الإعلام لم يتخلى عن إعادة الكرة في الهجوم عليه. الا أن الجميع ينتظر ما سيحصل في ليبيا وعلى ضوئها ستحدد صورة الرئيس القادمة .