نظمت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (بناء) بالتعاون مع مكتب الإشراف الاجتماعي التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في المنطقة الشرقية عددا من المحاضرات شملت الجانب النفسي والسلوكي والتربوي الذي يتعلق بحياة ومستقبل الأيتام وذوي الظروف الخاصة ضمن سلسلة فعاليات (بناء) ال 19 ، المتزامنة مع يوم اليتيم العالمي، إذ أقامت أواخر الأسبوع الماضي في مقر الجمعية ثلاث محاضرات عنونت الأولى ب (علاقة المحتضن بأسرته وكيفية تبليغه بواقعة في سن متأخرة من منظور ديني) قدمتها المشرفة العامة على البرامج والأنشطة في الاشراف الاجتماعي في المنطقة الشرقية هدى الملحم ، كما قدمت المستشارة النفسية ترحيب عبدالباسط المحاضرة الثانية التي حملت عنوان (التغيرات التي تطرأ على المراهق) تناولت خلالها المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهقين و طرق علاج المشكلات التي يمر بها المراهقون و متطلبات تهيئة المراهق. من جانبها قالت عضو دار الرعاية الاجتماعي في الدمام الدكتورة ميرفت ماضي أثناء محاضرتها التي تناولت أمراض ذوي الظروف الخاصة : إن الجنين يدرك رفض أمه له حين تقوم بمحاولات إجهاض حملها عن طريق رسائل بايلوجية وهو ما تمارسه الحبلى عن طريق علاقة غير شرعية أو زواج غير مثبت رسميا كالزواج العرفي. وأشارت الدكتورة ميرفت إلى أن الرحم هو أول بيئة يعيش فيها الطفل جنينا ويغادرها متأثرا بكثير من المؤثرات البيئية التي تعرضت لها الأم وهو ما يحتم على الأم أن تدرك بأن جنينها أمانة وأن تربيته صحيا ونفسيا لا تبدأ بولادته بل بمجرد أن يحتضن رحمها نطفة لا حول لها ولا قوة. موضحة أن الجنين يحتاج إلى أن تصل إليه مؤثرات جسمية وانفعالية صحية عن طريق الأم وأن الحالة النفسية للأم تؤثر بطريق غير مباشر على نمو الجنين ، مستشهدة بإثبات العلم أن المشاعر السلبية مثل "القلق والخوف والغضب" يتم انتقالها إلى الجنين عبر رسائل كيميائية تنتشر في دم الأم ، مما يؤدي إلى التأثير السلبي على نمو الجنين ، كما أن التوتر الشديد يؤدي إلى مخاض أصعب وأطول. وبينت الدكتورة ميرفت أن مشاعر الرفض للجنين التي تنتقل إليه تؤثر في صفاته بعد الولادة فيأتي إلى الحياة ولديه مشاعر غضب زائدة عن أقرانه ، ولذلك فالحمل المرفوض من الأم ينتج في الغالب طفلا مضطربا نفسيا (عدوانيا ، شارد الذهن، انطوائيا) ، حتى لو تغير موقف الأم منه بعد الولادة. يذكر أن جمعية بناء انطلقت في 20 مارس 2011 على يد رئيس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز الذي أعلن بدء استقبال طلبات انتساب الأيتام للجمعية ، منوها إلى أنها الجمعية الأولى التي تنتهج مفهوم الرعاية الشمولية للأيتام دون اقتصار الخدمات على الرعاية المالية ، وأن الرعاية النفسية والتعليمية من بين أهم أشكال الرعاية التي تقدمها (بناء) الخيرية.