«كل طلباتك مرفوضة..لا نستطيع منحك قرضاً..تعريفتك تنتهي بعد عامين..ليس لدينا ابنة نزوجها لك»، معاناة ما انفك موظفو «قراءة العدادات» التابعين لشركة الكهرباء السعودية من الاصطدام بها كلما دعتهم الحاجة إلى استخدام تعريفهم الوظيفي الممنوح لهم من قبل الشركة؛ التي تحدد «التعريفة» بمدة محددة لا تتجاوز العامين، ما يسبب رفضها في أي موقع يريد الموظف أن يستخدمها فيه. والموظفون الذين كشفوا ل»الرياض» عن معاناتهم أبرزوا وثائقهم، وبينوا بأنّ التعريفة تعتبر عقبة في طريقهم، وبخاصة أنهم لا يستطيعون الحصول على قرض بنكي بسببها، كما أنها ترفض لأسباب قانونية وجيهة حتى من قبل الشركات الصغيرة، ولا تقف معاناة الموظفين عند حد التعريفة، بل إنهم يعانون من عدم الزيادات في الرواتب؛ بسبب أنهم لم يثبتوا في وظيفتهم، وأنّ بطاقاتهم وضع بها أنهم تابعون لمقاول، بيد أنهم لا يعرفون «المقاول»، وفي التعريفات تقر الشركة بأن الموظفين يعملون لديها. وعن «المعاناة» أبان موظفون في فرع الشركة في محافظة القطيف أن الشركة التي يعمل بعضهم فيها منذ نحو سبعة أعوام يفترض أن تثبتهم بناء على اتفاق مع «الموارد البشرية» بعد انتهاء العامين لا أن تقوم بتجديد العقد أو عدم تجديده، خاصة أنهم على بند يقر لهم بأنه منتهٍ بالتوظيف الدائم، مشيرين إلى أنّ مهنتهم هي من أهم المهن داخل الشركة، إذ توكل لهم مهام حصر الفواتير وتدوينها، وقطع التيار الكهربائي عن الذين يمتنعون عن السداد. وشدد الموظفون على أنّ الشركة لا توفر علاجا لعائلاتهم، خلافا لبنود العمل التي تنص على أن الموظف السعودي يحق لعائلته العلاج، ويتقاضى حامل الشهادة الثانوية فما فوق راتباً مقطوعاً خالياً من الزيادات السنوية، إذ يتوقف عند 4185 ريالا، فيما يستلم حامل الشهادة المتوسطة 3730 ريالا. ورأى الموظفون بأن مبلغ 500 ريال الذي يمنح كبدل للتنقل غير كافٍ، خاصة أن تنقلهم لقراءة العدادات ولمعاينة بعض المواقع يكلف أكثر من ألف ريال على أرض الواقع، فيما شددوا على أن الوثائق التي عرضوها (تحتفظ «الرياض» بنسخ منها) تشير إلى أنّ هناك تناقضاً ومخالفات نظامية في العقد، منتقدين الفقرة (أ) التابعة للبند الثاني في العقد المبرم، والتي تنص على «أن مدة العقد 12 شهراً ميلادياً تبدأ من تاريخ بداية التدريب»، ويكمن اعتراضهم في «أن هذه الفقرة خاصة بالصيانة والتشغيل في الموارد البشرية التي تدعمهم، بيد أنهم موظفون على بند منتهٍ بالتوظيف الدائم»، مؤكدين على أنهم يعملون أيام الأمطار بملابس عادية، بيد أن مهنتهم تقتضي أخذ ملابس مثالية تحسباً لأخطار الكهرباء. ورأى الموظفون أنّ كل السلبيات التي يعانون منها في وظيفتهم تسبب لهم مشاكل اجتماعية، إذ إن الشبان المقبلين على الزواج قد يتعرضون للرفض بسبب التعريف؛ لأنه يحمل وقتا محدداً بعامين، ما يترك انطباعا بأنّ هذه المهنة غير مستقرة، فترفض العائلة تزويج ابنتها لشاب غير مستقر وظيفياً، وليس بعيداً عن السلبيات التي يعاني منها الموظفون في قطاع عملهم رأوا بأن الباب مفتوح لحل مأساتهم، وبخاصة إن لُبيت مطالبهم التي تركز على «الترسيم، زيادة سنوية في الرواتب، تعديل التعريفات، العلاج للعائلة». يشار إلى أن قارئي العدادات في فرع الشركة في محافظة القطيف كانوا موظفين تابعين لمقاول قبل أعوام عدة، وكانوا يستطيعون أخذ القروض البنكية، وبدأوا العمل براتب منخفض (1600 ريال)؛ بيد أنهم انتقلوا بعد ذلك للشركة وللموارد البشرية، فأجريت لهم بعض التحسينات على صعيد الراتب.