بعد عودته من القاهرة عمُدِ الموسيقار طارق عبدالحكيم بتوزيع السلام الملكي، بأمر من صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز «رحمه الله» الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع حينها، وكان الامر بتوزيع السلام الملكي موسيقياً حسب اللحن الخاص به كما طلب من الشعراء كتابة قصيدة وطنية وتتناسب مع اللحن رغم صعوبته، وكانت فرصه نادرة للشاعر محمد طلعت أن يقوم بكتابة النص بقيام طارق عبدالحكيم بالتوزيع الموسيقي - عام (1389ه). ويعتبر السلام الملكي الأساس عزف بآلة البوق بعد أن أعد ولحن هذا المقطوعة عبدالرحمن الخطيب وقدمها عام (1365ه) عندما عُزف السلام الملكي السعودي لأول مرة بمناسبة زيارة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) إلى مصر. واتى تطوّير السلام الملكي السعودي بأمر من جلالة الملك سعود «رحمه الله» بوضع الإضافات الموسيقية والكلمات المناسبة له. ولم يكن بالطائف من شعراء الكلمة الغنائية في ذلك الوقت سوى الأستاذ محمد طلعت الذي وضع الكلمات القديمة. وفي العام (1400) سجل الموسيقار طارق عبدالحكيم وبأمر من معالي وزير الإعلام الدكتور محمد عبده يماني بتنفيذ وتسجيل جديد للسلام الملكي في المملكة المغربية الشقيقة بمصاحبة جوقة المغرب وقد شارك بها أكثر من أربعين عازفاً وبمصاحبة أربعين من فرقة الكورال الذين قاموا بترديد القصيدة المصاحبة للسلام الملكي كما سجل السلام بدون مصاحبة القصيدة التي تقول كلماتها: يعيش ملكنا الحبيب.. أرواحنا فداء.. حامي الحرم.. هيا اعتفوا. عاش المليك. هيا ارفعوا.. راية الوطن. اهتفوا ورددوا النشيد. يعيش..يعيش..يعيش الملك. وقد تم تنفيذ العمل ليكون اكثر تكاملاً من بداية ابتكار النشيد الوطني بدون مصاحبة الكلمات، إلى ان جاء وقت الكلمات الحالية. وقد اعتمد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله» النشيد الوطني السعودي «سارعي للمجد والعلياء» أول مرة عام 1404ه الموافق 1984م. حيث لم يكن قبل ذلك التاريخ نشيد وطني مرتبط بالسلام الملكي كما هو الحال بعد ذلك التاريخ. وقد كتب كلماته الشاعر إبراهيم خفاجي المولود في مكةالمكرمة في حارة سوق الليل في عام (1927م) الذي أعدّ الكلمات لتتواءم ولحن السلام الملكي إيقاعاً ولحناً وتولى سراج عمر مسؤولية مطابقة الكلمات واللحن. سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء.. مَجّدي لخالقِ السّماء وارفعي الخَفّاقَ أخضَرْ يَحْمِلُ النُّورَ المُسَطَّرْ رَدّدي اللهُ أكْبَر يا مَوطِني موطني قد عَشْتَ فَخْرَ المسلمين عاشَ الملِكْ للعلمْ والوطنْ. ابراهيم خفاجي