قال الدكتور محمد النجيمي: “إن بعض الكتّاب والباحثين يفصلون الدور السعودي الثالث عن الدورين الأولين للدولة السعودية وهذا خطأ فاحش ويجب تداركه». جاء ذلك خلال محاضرة أقيمت قبل أيام ونظمها نادي المدينةالمنورة الأدبي بمشاركة جمعية المتقاعدين بعنوان «اليوم الوطني سيرة إنجاز» وشارك فيها الدكتور تنيضب الفايدي. وأضاف النجيمي: “إن الملك عبدالعزيز وإخوانه ورجاله مكثوا سنتين وثلاثون سنة في سبيل توحيد المملكة وفض التنازع والتفرقة والتفكك الأمني حتى أصبحنا اليوم في نعمة عظيمة تحتم علينا أن نرسخ في أذهان الأجيال المعاصرة بأن المملكة ليست بلدًا عاديًا فحسب بل هي دولة غنية ولها خصوصية دينية عظيمة لجوارها الطيب للحرمين الشريفين. ومن ناحية اقتصادية أكد النجيمي أن هناك موارد أخرى غير البترول والذي يعتقد البعض أن المملكة تعتمد علية بالدرجة الأولى وهذا غير صحيح فبعض الكتّاب الاقتصاديون أكدوا أنه لو أُحسن ترتيب الحج والعمرة وتنظيمها لأدخلت على المواطن السعودي دخلًا يُقدّر بمبلغ ستمائة وأربعون مليارًا وهذه الحسبة تفوق إيرادات النفط التي قُدّرت في العام المنصرم بأربعمائة وسبعون مليار ريال، ولكن هذه الخدمة تُقدم مجانًا لضيوف الرحمن والمعتمرين. من جانبه أشار الدكتور تنيضب الفايدي إلى أن مرحلة توحيد المملكة بدأت قبل هذا التاريخ 1351 وتاريخ انطلاقة هذا الكيان الشامخ تتويجًا للمرحلة السابقة مرحلة الكفاح والتوحيد وذكرى التأسيس التي قادها الملك المؤسس، موضحًا أن هذه الانطلاقة ليست تاريخ يُكتب أو مناسبة تُذكر في نفس اليوم، وإنما تستخلص العبر منها وتركز على مدلولاتها حيث أصبحت هذه الذكرى جزء من الوطن. وأوضح الفايدي أن فكرة توحيد أجزاء من المملكة الحجازية والمملكة النجدية وتسميتها بالمملكة العربية السعودية انطلقت من المدينةالمنورة بمرسوم ملكي ابتداء من يوم الخميس 12 جماد الأول 1351ه 32سبتمبر 1932م بعد موافقة من الملك عبدالعزيز ومقابلته وفد من المدينةالمنورة والاتفاق على ذلك. كما تطرق الفايدي إلى تاريخ النشيد الوطني الذي ألفة الشاعر محمد طلعت عام 1958وكانت كلماته: يعيش مليكنا الحبيب وأرواحنا فداه حامي الحرم هيا اهتفوا عاش الملك هيا ارفعوا راية الوطن اهتفوا ورددوا النشيد يعيش.. يعيش الملك وفي تاريخ 29/6/1984 تم تكليف الشاعر إبراهيم خفاجي بتأليف نشيد يكون مواكبًا لموسيقىة النشيد القديم وقام الموسيقار سراج عمر بتطبيقه وهو النشيد الرسمي للدولة -حاليًا- وكلماته: سارعي للمجد والعلياء مجّدي لخالق السماء وأرفعي الخفاق أخضر يحمل النور المسطّر رددي الله أكبر يا موطني موطني قد عشت فخر المسلمين عاش الملك للوطن والعلم ثم تطرق الفايدي إلى دور المرأة في تأسيس المملكة في العهد السعودي في نواحي عدة جعلها تنافس الرجال على المستوى المحلي والدولي.