مر النشيد الوطني عندنا بمراحل.. بدءاً بكونه ربما الوحيد في العالم الذي جاء في بداياته في معزوفة موسيقية مجردة ..و استمرت كذلك لفترة طويلة..بدون كلمات. (كان قد قام جناح الموسيقى في القطاع العسكري بالمهمة ، فيما نعلم بريادة الموسيقار العظيم طارق عبدالحكيم ؛ ثم تقرر في أواخر القرن الماضي بأن تُعد أبياتٌ وكلماتٌ لتواكب (النوتة) الموسيقية للسلام/ النشيد؛ ووقع الاختيار على الأستاذ الشاعر/ ابراهيم خفاجي لتأليف تلك الكلمات. وفعل). سارعي للمجد والعلياء مجدي لخالق السماء وارفعي الخفاق الأخضر يحمل النور المسطر رددي الله أكبر يا موطني موطني عشت فخر المسلمين عاش المليك للعلم والوطن ولكن، بقيت الناحية التربوية والشعور الوطني والاعتزاز الشخصي لدى عموم المواطنين والمواطنات عند رفع العلم، وعند سماع السلام الوطني، خاصة في المناسبات العامة والاحتفالية. ألاحظ ضعف ذلك بعامة. (لكن، هناك خطوة ذكية اخذ يتبعها منظمو الحفلات والمنتديات والمؤتمرات والندوات بأن يتم توقيت عزف "السلام" عند وصول المسؤول الذي برعايته يقام الحفل.. في مزاوجة بين دخوله وقيام الناس له، ومعه السلام الذي يعزف لحظتها). لكن، للأسف، لا نسمع الحضور بمختلف فئاتهم نطقهم بالنشيد أو الغناء به؛ بل لا نلاحظ حتى تحريكاً لشفاههم بكلماته؛ فيبدو أنهم أو غالبيتهم.. لا يحفظونه! و من الواضح، انه لم يتم تعزيز وتثبيت ذلك على شفاهم والسنتهم وذهنهم وذاكرتهم..و لم يتم بالتالي..تعودهم. بينما تجد في معظم بلدان العالم، ان السلام/ النشيد الوطني ينعزف بينما يقوم الناس كلهم وقوفاً، ويشاركون بكل حماس و احترام وتلقائية في انشاده. بل إننا نجد أن عدداً من الشعوب..و منهم الأمريكان..انهم يضعون كفهم الأيمن فوق جهة قلبهم طيلة الانشاد. ويتم هناك انشاد "السلام" قبل بدء فعاليات معظم الحفلات..خاصة الرسمية منها، وعند بدء المنتديات الوطنية..و قبيل مختلف المباريات. [email protected]