بل الحوافز والتطوير والاهتمام بالمهندس ومهنة الهندسة. إذا لم تُهندس الأشياء تصبح مبعثرة ، هشّة ، لا أساس لها بل قد لا تقوم لها قائمة. شخّص الزميل الساخر عبدالسلام الهليّل رسام الكاريكاتير في هذه الجريدة رؤية البعض للهندسة حين صوّر الحوار مابين أحد المتقدمين لقسم القبول والتسجيل في إحدى الجامعات، وبين المسؤول الذي قال " نسبتك هذي ما تدخّلك ولا مواقف الجامعة لا .. وجاي تبي كليّة الهندسة " رد عليه الطالب : " والهندسة وش يبي لها ؟؟ كلها فرجار ومنقلة " (عدد يوم السبت 5 مارس 2011م). فإذا كانت ذات النظرة لدى المسؤولين عن تعديل كادر المهندسين فتلك إحدى الطوام. كانت ولا زالت مهنة الطب والهندسة والطيران هي خيارات بل أحلام كل صغير حين يُسأل عن المستقبل. الأطباء والطيارون ليست لديهم مشكلة اليوم مع مرتباتهم ومداخيلهم المالية لكن المهندسين يبدو أنهم قد نسيهم الزمن وظلمتهم نظرة واضعي سُلّم الرواتب . لماذا بالفعل لم يتم تعديل كادرهم بما يتناسب مع أهمية بل خطورة مهنتهم ؟ يقول المهندس عبدالرحمن الشهراني نيابةً عن زملائه المهندسين في رسالة بعثها " والله إنني أقرأ يوميا في الصحف الورقية والالكترونية والإعلام المرئي والمسموع ولم أجد من ينصف المهندس إلاّ القلّة وفي عجالة من أمره ". وبعد أن يوضّح الباشمهندس حجم المشاريع الإنشائية التي يتم تنفيذها في زمن الطفرة الحالية وحاجتها إلى مهنيين مواطنين يشرفون عليها ينوّه إلى وضع المهندسين السعوديين بقوله : " نحن المهندسين في القطاع الحكومي نقوم بأعمال الإدارة والإشراف على مشروعات التنمية التي يتم التعاقد عليها بمليارات الريالات كيف يكون المهندس مسؤولا عن هذه المشاريع بالملايين والمليارات ويتقاضى راتبا زهيداً ؟؟!!كيف يتوقع من المهندس أداء مهامه على الوجه الأكمل في الوقت الذي يحرم فيه من أبسط حقوقه في دخل ملائم وعيشة كريمة ؟" أختصر رسالته وأسأل ما هو المطلوب ؟ يُجيب : " نحن في انتظار كادرنا الهندسي منذ عشر سنوات فلماذا التأخير ؟ لهذا فإن ملجأنا بعد الله إلى ملك الإنسانية نناشده بإقرار كادرنا الهندسي أسوة بالكوادر الأخرى وثقتنا كبيرة في أبي متعب بإنصافنا كما هي عادته حفظه الله.