أطباء التخدير والجراحون لا يسمحون للمريض الذي أُجريت له عملية جراحية وتعرض للبنج العام (بعد إفاقته من البنج) لا يسمحون له بتناول أي شيء عن طريق الفم إلا بعد التأكد من بداية الأمعاء والجهاز الهضمي لعمله الطبيعي من هضمٍ ودفع للفضلات.. بوضع السماعة الطبية على البطن.. لسماع حركة (قربعة) الأمعاء أو المصارين.. وكنا (في ميو هسبتال في لاهور) قبل وضع السماعة على بطن المريض نسأله (هوا خارج) فإن لم تكن هناك (قربعة) فهذا يعني أن الجهاز الهضمي لم يستعد وظيفته الطبيعية بعد إفاقة المريض من البنج.. فإذا أكل أو تناول المريض أي شيء عن طريق الفم في هذه المرحلة.. حتى لو كانت (جغمة مويه) فستكون العواقب وخيمة على صحة المريض.. ومن ذكرياتي مع السماعة الطبية أن طبيباً انجليزياً (رئيس قسم الباطنة) أثناء تدربي في أحد مستشفياتنا الرائدة وأثناء مرورنا الصباحي على المرضى (مورننق راوند) قام بإعطائي السماعة الطبية لأضعها في أذني بعد أن وضع طرفها الآخر على جهة الصمام الميترالي لصدر المريض.. وطلب مني أن أخبره ماذا أسمع.. قمت بتحريك طرف السماعة في أُذُني ولم أنتبه لطرفها الآخر (على صدر المريض) حيث اكتفيت بتثبيت الدكتور الانجليزي على صمام قلب المريض الميترالي ووضعت أصابع يدي اليمنى (الإبهام والسبابة والوسطى) على طرف السماعة الملاصق لصدر المريض وكأنني أستمع إلى قلب إنسان قد توفي لتأكيد وفاته.. حيث لا دقات قلب ولا أقل من ذلك ولا أكثر (سكون تام) فقلت للبروفيسور: نَثنق سير (لا أسمع شيئا) رد البروفيسور الانجليزي العجوز (ريلي آر يو شور) أي هل أنت متأكد وابتسامة تعلو تجاعيد ماتحت عينيه وجبينه (الآري) ومضى وأنا أتعجب من هذا البروفيسور العجوز وسبب ابتسامته الغريبة ومن هذا المريض كيف لم أتمكن من سماع أي شيء من صدره.. في الأخير اكتشفت ان الطبيب الانجليزي قبل إعطائي السماعة.. قام بإغلاق السماعة الطبية من الجهة القريبة من الصمام الميترالي لقلب المريض (ومن غير أن أُلاحظ أو أشعر) وللحديث بقية.. فإلى سوانح قادمة بإذن الله.