قد لا يشتري المال السعادة والصحة والجمال، ولكن في المقابل يمكن للسعادة والصحة والجمال بل والوسامة والاسم الرنان كسب المزيد من المال.. وعلاقات كهذه تم إثباتها من خلال دراسات كثيرة (وغريبة) تقارن بين المال من جهة، وعوامل شخصية ونفسية واجتماعية من جهة أخرى .. فعلى سبيل المثال: = اتضح أن المال لا يشتري السعادة فعلًا كما نقول دائما بدليل إصابة الأثرياء بحالات اكتئاب وحزن بنسبة أكبر من الفقراء ومحدودي الدخل (ويستثنى من ذلك حالتان الأولى مؤقتة وتتعلق بكسب مبلغ مفاجئ من المال، والثانية دائمة وتتعلق بتقديم المال نفسه لمساعدة الآخرين) ! = أيضا اتضح أن الرجال الأكثر وسامة ، والنساء الأكثر جمالا ، يحققون دخلا أكبر بنسبة 9% حسب دراسة ميدانية أجرتها جامعة أوستن في تكساس.. وفي هذه الدراسة اتضح أن القبح يؤثر في توظيف الرجال أكثر من النساء، في حين تؤثر البدانة سلبا في النساء أكثر من الرجال... = أما الدراسة الأكثر غرابة فخرجت من جامعة ولاية منيسوتا (حيث درست لفترة) وتؤكد أن الدماغ يتعامل مع المال كمخدر لذيذ .. فقد اتضح أن الحاجة لكسب المزيد إدمان قد يطاول رجال الأعمال ويصيبهم بالقلق والتوتر في حال مرت فترة طويلة دون إضافة شيء لرصيدهم (والأكثر غرابة اكتشاف أن عد النقود الورقية بين الأصابع يخفف من حدة هذه الحالة) !! = أضف لهذا اتضح أن طوال القامة يكسبون في المتوسط أكثر من قصار القامة والطول المعتدل.. وحسب صحيفة الإيكونومست يعود هذا إلى سببين رئيسيين؛ الأول أن معظم الشركات تميل لترشيح الأطول قامة، والثاني حقيقة أن طوال القامة يحملون غالبا مؤهلات تعليمية أفضل (حيث اتضح أن العائلات الأكثر ثراء وتعليما تميل لإنجاب أبناء أكثر طولا).. ... والعلاقة الأخيرة بالذات قد تكون مؤلمة ولكنها واقع أثبتته المسوح الاقتصادية التي تقارن بين دخل الناس وخلفياتهم المختلفة.. فصحيفة الديلي تلغراف مثلا نشرت إحصائية تؤكد أن طوال القامة ينالون رواتب أعلى من غيرهم بنسبة 10% والوسيمون يكسبون دخلا اعلى بنسبة 15% والنساء الجميلات أعلى من العاديات بنسبة 11% ومن القبيحات بنسبة 23% ... وقبل ذلك اثبتت ملاحظات دائرة العمل الأوروبية أن اصحاب الوجوه الجميلة والقوام الممشوق يحظون بوظائف افضل ويترقون بشكل اسرع . كما اتضح ان الفتيات الجميلات (ذوات القد الخيزراني) يتواجدن بنسبة اكبر في المكاتب الحساسة ويترقين بسرعة وقد يتزوجن من صاحب العمل نفسه كما حدث لسكرتيرة بيل جيتس اغنى رجل في العالم .. أما بالنسبة للسُمنة فقد اتضح انها غير مؤثرة بالنسبة للرجال طالما ظلت في حدود المعقول في حين قد تحد من صعود المرأة الوظيفي كونها توحي بالاهمال وقلة الذوق !! .. ورغم أنني شخصياً أتحدث من وجهة نظر محايدة (ولا يتضمن حديثي أي مغزى عرقي أو عنصري) ولكن تصور نفسك (أنت) مسؤولا عن اختيار الموظفين في إحدى الشركات فهل مثلا: توظف سكرتيرا بدينا جدا او قزما جدا !!؟ هل تعين شخصا يدعى حميران في مكتب الاستقبال !!؟ هل تعين أبرصَ او قبيحا كمندوب مبيعات !!؟ هل توظف امرأة بدينة أو كبيرة السن كمضيفة طيران !!؟ ... هذا هو الواقع الذي نتحاشى الحديث عنه ويؤثر بطرق خفية في كسبنا للمال !!!