صحيفة الديلي تلغراف نشرت في نوفمبر الماضي إحصائية تثبت أن طوال القامة ينالون رواتب أعلى بنسبة 10٪، وأن الوسيمين يكسبون دخلاً أعلى بنسبة 15٪ - كما اتضح من نفس الإحصائية أن النساء الجميلات يكسبن دخلاً أعلى بنسبة 11٪ من العاديات و23٪ من القبيحات! وقبل ذلك أثبتت ملاحظات دائرة العمل الأوروبية أن أصحاب الوجوه الجميلة والقوام الممشوق يحظون بوظائف أفضل ويترقون بشكل أسرع. كما اتضح أن الفتيات الجميلات (ذوات القد الخيزراني) يتواجدن بنسبة أكبر في المكاتب الحساسة ويترقين بسرعة - وكثير منهن يتمنين الزواج من صاحب العمل كما حدث لسكرتيرة بيل غيتس أغنى رجل في العالم!! أما بالنسبة للسمنة فقد اتضح انها غير مؤثرة بالنسبة للرجال - طالما ظلت في حدود المعقول؛ في حين انها تحد من صعود المرأة الوظيفي كونها توحي بالإهمال وقلة الذوق!! ٭ أضف لهذا هناك مقولة عربية قديمة تؤكد أنه (لكل امرئ من اسمه نصيب) فأسماء الأشخاص لا تؤثر فقط في شخصياتهم بل وعلى قبولهم في وظائف معينة. وكانت مجلة علم النفس الأمريكية قد اجرت استطلاعاً عن الأسماء التي تتناسب أكثر مع وظائف محددة فوجدت أن الناس يثقون بميكانيكي يدعى «برونو» أكثر من آخر يدعى «تومي» وأن ممرضة تحمل اسم «ايمي» أفضل من أخرى تدعى «باتي» (فاسم الشخص يعطي تصوراً مسبقاً في أذهان الناس.. لدرجة أنك شخصياً تفضل سؤال فقيه باسم عبدالعزيز أو عبدالرحمن أكثر من نهاد أو لؤي وشادي).. ولدى الفنانين بالذات يصبح الاسم الوسيلة الوحيدة لتشكيل الانطباع حوله (كون 99,99٪ من الجماهير لا تعرفه بصفة شخصية) ولهذا السبب يلجأ معظم الفنانين إلى تغيير أسمائهم طمعاً في الشهرة والوصول، وهكذا غيرت شيروت فهمي اسمها إلى ليلى طاهر، وجانيت فغالي إلى صباح، وعفاف محمد إلى ماجدة، وفاطمة أحمد إلى شادية، وصافيناز مصطفى إلى بوسي، وفاطمة الزهراء إلى نجلاء فتحي، وميشال شلهوب إلى عمر الشريف.. أما دريد لحام فكان اسمه الحقيقي «هتلر» قبل أن تغيره والدته وهو صغير إلى دريد!! ٭ وسواء تعلق الأمر بالاسم أو الوجه فقد ثبت أن للأمر أهمية كبيرة يمكن أن تؤثر حتى على العلاقات الدولية.. هذه الحقيقة المدهشة وردت في أحاديث نبوية كثيرة - قبل رصدها بأربعة عشر قرناً - مثل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «إذا بعثتم إليَّ رجلاً فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم» وفي المقابل «إذا أبردتم إليَّ بريداً فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم». المشكلة الوحيدة (والموقف المحرج) قد يكون في تولي أحدنا مسؤولية التفريق بين الناس بناءً على اسمه وشكله، فرغم أن القضية (مجرد بزنس) لا تتضمن أي مغزى عنصري، ولكن تصور نفسك مسؤولاً عن اتخاذ أحد القرارات التالية: - توظيف سكرتير بدين جداً، أو قزم جداً!!؟ - قبول شخص يدعى شليويح أو حميران!!؟ - تعيين أبرص أو قبيح الملامح في مكتب الاستقبال!!؟ - توظيف امرأة كبيرة كمضيفة طيران!!؟ - وقبل أن تذهب: لو تقدمت إليك مربيتان، الأولى تدعى «خديجة» والثانية «نانسي»، فمن تختار لأطفالك!؟