لئن كان للفرح خفقةٌ في القلوب، فإنَ قلوبنا لتخفقُ فرحاً، وتطيرُ سعادةً، بعودة قائد مسرتنا، وباني نهضتنا، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله، إلى وطنه وأهله، بعد زوال العارض الصحي، وشفائه منه. إن فرحنا بهذه المناسبةِ فرح مشروع، لأنه من فضل الله علينا ورحمته ، وكرمه ومنته، قال الله تعالى: ( قل بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا ). يا فرحةً في قلوبِ الناسِ.. غامرةً قد ترجمتْها فِعالُ القولِ والمُقَلُ الكل صار بعبد ِاللهِ مبتهجاً.. هذا المليكُ فعينُ الناسِ تكتحِلُ عافاهُ ربيَّ مما قد ألمَّ به .. من فضله زالتِ الأدواءُ والعِللُ واليوم جاء مليك الحب في فرح .. بعد الشفاءِ ومنه الخيرُ يُحتَمَلُ فالحمد لله حمداً خالصاً أبداً .. عاد المليك فكل ُّ الناسِ تحتفِلُ إن فرحتنا بعودة خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن لم تأت من فراغ، بل هي ترجمة واقعية لما يكنُّه له شعبُه من حبٍ كامنٍ في نفوسهم، ومتغلغلٍ في أجسادهم؛ وهذا الحب حب لا طمع فيه ولا مطلب، بل هو حب شرعي متبادل بين الراعي والرعية. إنه منذ أن غادرنا يحفظه الله، وشعبُه يرفعُ أَكُفَّ الضراعة إلى الله – تعالى – بالدعاء له أن يمن عليه بالشفاء العاجل، وكانوا يعدون أيام رحلته العلاجية التي استغرقت ثلاثةَ أشهرٍ وثلاثةَ أيام يوماً يوماً. إن حبَّنا لولي أمرِنا خادمِ الحرمين الشريفين ، ودعاءنا له بالشفاء.. يدل على خيريِّةِ أئمتِنا وولاةِ أمرِنا، في الصحيحين عن عوف بن مالك الأشجعي ( قال : سمعت رسول الله) يقول : ( خيارُ أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلُّون عليهم ويصلون عليكم – أي تدعون لهم ويدعونَ لكم – وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم ) الحديث. إن محبة الشعوب لولاةِ أمرهم، تأتي من عدة عوامل، من أهمها الرفق بهم، وهذا ما يحرص عليه ولاةُ أمرنا، أمدهم الله بعونه وتوفيقه، قياماً بالأمانة، واستشعاراً للمسئولية، ورغبة في تحصيل بركة دعاء النبي ( فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أمِّ المؤمنين عائشة) قالت: سمعتُ رسولَ الله ( يقولُ في بيتي هذا : ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فارفَق بهم فارفُق به ). إن محبةَ الشعوبِ لولاةِ أمرِها، ودعاءها لهم، ورفقَ ولاةِ الأمرِ بهم.. تؤدي – بلا شك – إلى وجود الترابط والتلاحم بين الراعي والرعية، وهذا ما ننعم به – ولله الحمد – في هذه البلاد المباركة، حتى صرنا كالجسد الواحد، الذين امتدحهم رسول الله بقوله: ( مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثَلُُ الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) متفق عليه. إن المحبةَ المتبادلةَ، بين الراعي والرعية، والدعاءَ المشترك بين بعضهم البعض، ووجود الرفق، وحصول الترابط بينهم، ينتج عنه، أمن في الأوطان وصحة في الأبدان، وسعة في الأرزاق قال رسول الله: ( من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) رواه الترمذي وحسنه الألباني. فالحمد لله على ما من به علينا من الفرحة بعودة قائدنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أدام الله عليه نعمَه ظاهرة وباطنة، وألبسه لباس الصحة والعافية. *مفتش بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إمام وخطيب جامع فاطمة الزهراء بحي المرسلات بالرياض