في غضون خمس سنوات فقط تغير وجه المملكة .. هذه حقيقة لا مراء فيها ، إذ بدت يد عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله في جازان كما هي في الجوف ، وفي تبوك كما هي في الأحساء ، وأعتقد بيقين بأننا لو عملنا كلنا .. كلنا بلا استثناء ، كلّ من موقعه بنفس الروح ونفس الحماس ونفس الضمير الذي باشر به خادم الحرمين الشريفين مهامه ، لبلغنا ذروة التغيير الذي ينشده كل مواطن غيور يريد أن يرى بلده في قمة المجد والرفعة . لقد أعاد هذا الزعيم الفذ صياغة توزيع التنمية على أبناء بلده ، حينما فرّق الجامعات والطرق وسكك الحديد والمدن الاقتصادية على أرجاء بلاده ، وأسس ولأول مرة ثقافة الحوار التي أراد من خلالها أن يدفع بأهل الرأي للمشاركة في بناء حاضر ومستقبل بلادهم ، ووضع الأطر اللازمة لبناء دولة المؤسسات ، وأعاد تحصين النسيج الاجتماعي بتعزيز الروح الوطنية من خلال ترقية عملية المساءلة .. كل هذا وسواه في وعاء أبوي وإنساني فريد .. تمثل في عنايته الكبيرة بضبط موازين القيم ورفض مزادات الدم ، وتوسيم العافين بأكرم الأوسمة ، وإعادة موضعة دور المرأة لتكون الشريك الحقيقي في تنمية الوطن ، وهو الذي رفض التسمية المتداولة (لعرق النساء) منطلقا من أن (النساء لا يأتي منهن إلا كل خير) . هذه مجرد أمثلة فقط لمحددات هذا الفيض العارم من الحب العفوي الذي قابله به أبناء الوطن بمختلف أطيافهم وهو يعود من رحلته العلاجية سالما معافى . واليوم وفي غمرة هذه المشاعر المفعمة بالحب والوفاء لملك هو الآن في موقع الأب الرؤوف لكل أسرة ، بأفعاله قبل أقواله , هذه المشاعر التي عزّ نظيرها في مثل هذا العالم الصاخب الناقم على قياداته .. يعلق الكثير من أبناء الوطن .. كل الآمال على قائدهم الذي انحاز للعمل من أجل وطنه وأمته .. حتى وهو على فراش المرض ، وقال إنه يجد نقاهته فيما ينجزه لوطنه ، يعلقون كل الآمال على المرحلة القادمة سواء في إعادة هيكلة البناء الإداري في قطاعات الخدمة التنفيذية ، أو في الإدارة الوسطى لخلق أذرع تنموية قادرة على استثمار هذه الموازنات المتنامية اطرادا على يديه الكريمتين ، وهذا السخاء في اعتمادات المشاريع لتترجم أمانيه وتطلعاته .. التي هي بالتأكيد أماني وتطلعات كل مواطن في هذه الأرض الطيبة ، لتتحول إلى مشاريع سكنية ، وقنوات توظيف لاستثمار طاقات شباب الوطن وشاباته .. وفرص عمل خلاق لا يطوي أي ورقة تقويم إلا على منجز جديد ، وهم حين يصوغون أحلامهم على هذا النحو .. فإنما لأنهم يدركون أن الرجل الذي غيّر بإخلاصه ملامح بلادهم في غضون خمس سنوات قادر بإذن الله وتوفيقه على أن ينقلهم سريعا لملاقاة تلك الأحلام في محطة لا تبعد عنهم أكثر من مسافة حلم .. حفظ الله أبا متعب ، ومتعه بالصحة والعافية..