يوم أن غادر خادم الحرمين الشريفين للعلاج غادرت معه قلوب الشعب جميعا متمثلة في الدعاء الصادق له بأن يمن الله عليه بلباس العافية وأن يكلل رحلته العلاجية بالشفاء لكي يعود إلى وطن يتلهف شوقا لعودته يرى فيه الأب الحاني على أبنائه والقائد الحريص على مصلحة شعبه ومجد وطنه. ويوم أن كانت الأخبار تتوارد عما من الله عليه به من شفاء وما أسبغه عليه من نعمة العافية كان شفاؤه شفاء للقلوب وعافيته عافية لنفوس شعبه جميعا وكان كل رجل وامرأة وكل شيخ وطفل يستشعر تلك العافية والسلامة في شرايين قلبه حين يدق ورئتيه حين يتنفس وساعديه حين تمتدان لبناء الوطن الذي من أكبر نعم الله عليه أن يتولى أمره رجل عظيم جمع الله له الحكمة والرحمة والعدل كما جمع له الحب والود في قلوب الناس جميعا هو الملك عبد الله. واليوم حين يعود خادم الحرمين الملك عبد الله إلى وطنه وشعبه يشعر كل مواطنة ومواطن أن الله قد استجاب لدعائه ويشعر بعودة الروح إليه ويستشعر ذلك في كل من حوله وما حوله حين يعبر الجميع عن حبهم لملك هو ملك القلوب قبل أن يكون ملك البلاد لما يمثله من أنموذج للحب والرغبة في القيام بما فيه خير البشرية جمعاء فضلا عما فيه خير السعودية والعالمين العربي والإسلامي. عاد الملك عبد الله لوطن لم يغادره لحظة واحدة فقد حمل معه آماله وآلامه وتطلعات أبنائه فكان معهم حيثما كان، حريصا عليهم حفيا بهم يسعى فيما فيه صالحهم وخيرهم العام مؤكدا خلال فترة نقاهته أن النقاهة الحقيقية إنما تكون بالعمل وأن الأمانة التي يحملها تجعل من العمل وسيلته لتحقيق الشفاء وقد حقق الله له هذا الشفاء بإرادة لا تعرف الكلل ولا تفرط في العمل. عاد الملك لوطنه وعاد وطنه إليه، عاد عودة الروح إلى الجسد وعودة الحب إلى القلب وعودة الأب الحاني لأبنائه، عاد يحمل الخير لشعب يحمل له الحب والإخلاص والولاء والعهد على العمل لما فيه عز الوطن وعزوة المواطنين. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة