بعد شهور فقط يصبح السودان الجنوبي أحدث دولة في العالم لتنتهي بذلك عقود من الحرب الاهلية التي دارت رحاها في البلاد عندما كان السودان دولة واحدة. لكن رغم التفاؤل الشديد الذي يشعر به السودانيون الجنوبيون إذ يتعين عليها تأمين حكم القانون في منطقة مقسمة على أساس عرقي وتعج بالاسلحة الصغيرة وتحقيق التنمية في واحدة من أكثر الاماكن فقرا على ظهر الارض والتعاطي مع التوقعات غير الواقعية للسكان، حيث إنهم ينتظرون تحسنا فوريا في مستويات معيشتهم. سلفاكير رئيس السودان الجنوبي أعلن عن إحداث تغيير، ولذا فإنه بعد عامين سيكون هناك اختلاف عما نحن فيه الآن". هناك أيضا قضية ملحة وهي تحديد مستقبل منطقة أبيي وهي منطقة حدودية متنازع عليها وكانت مسرحا لاعمال عنف بين قبيلة الدينكا في الجنوب وقبيلة المسيرية في الشمال. ووعدت حركة تحرير شعب السودان التي تحكم الجنوب بالتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الشهر المقبل. ومنذ الاستفتاء ثبت أن الأمن الداخلي يشكل مشكلة كبرى رغم تلاشي القلق من احتمال اندلاع الحرب مجددا مع الشمال. هذا الأمر جعل سلفا كير يقول مؤخرا "شعبنا يعتقد أن السودان الجنوبي يمكن أن يتغير بين ليلة وضحاها وأنا لا أوافق على ذلك فتلك أفكار تتسم بالمغالاة الشديدة ". يذكر أن مساحة السودان الجنوبي تعادل مساحة فرنسا ومع ذلك فإن طول الطرق المعبدة لا تزيد على بضعة عشرات الكيلومترات كما أن الاحوال الصحية والتعليمية ومستوى الفقر بلغت حدودا مروعة وهو أمر يمكن توقعه من دولة تفتقر للخدمات الاساسية ولا تزال تتعافى من آثار حرب طويلة.