في إحدى ورش عمل منتدى الغد والذي أسسته صاحبة السمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي، منذ عامين بشعار نحن والشباب شراكة، حيث استشعرت أهمية دور الشباب في رسم الطريق للمستقبل وأدركت حجم الفجوة بيننا وبينهم، ليكون هذا المنتدى منصة لهم للحوار والتعبير عن طموحاتهم وأحلامهم للمستقبل، وميداناً لنا للقرب منهم وفهم عالمهم، والعمل معهم للتحضير لمستقبل واعد يلبي احتياجاتهم، ولإعدادهم ليكونوا قادته. وكما أشار في هذه الورشة المدير التنفيذي للإستراتيجية الوطنية للشباب الدكتور صالح النصار بأننا مازلنا نستعين بوسائل تقليدية بطيئة وبدائية للتواصل مقارنة بفعالية الوسائل والتقنيات الحديثة التي يستخدمها الشباب. فهم يتواصلون مع شباب العالم في أرجاء المعمورة في ثوان، ونحن مازال بعضنا يعتمد على الفاكس والهاتف وإعلانات الصحف لإيصال رسائلنا، في حين يتواصل الشباب عبر الشبكات الاجتماعية في عالم افتراضي واسع وغير محدود. كان هناك سؤال في أحد التمارين في تلك الورشة عن جزيرة فرسان، وقد سألت إحدى الفتيات المشاركات هل هذه الجزيرة في المملكة؟ فأجبتها نعم هي من أجمل الجزر في البحر الأحمر تقع قرب جازان، تساءلت أخرى كيف الوصول لها؟ هل لديهم مطار؟ وتوالت أسئلة المشاركات الصغيرات؛ كيف يمكن أن نزور هذه الجزيرة؟ وهل هناك رحلات سياحية منظمة؟ وهل هناك فنادق جيدة ووسائل مواصلات آمنة؟ لم أستغرب قلة المعلومات لديهم عن هذا الجزء الجميل من بلادنا، فقد سألت نفس الأسئلة منذ عشر سنوات! إن هناك تقصيراً من الهيئة العامة للسياحة والآثار في الوصول إلى فئة الشباب وتعريفهم بإمكانات بلادنا وإيصال صورها الجميلة لهم وتشجيعهم على زيارتها في رحلات سياحية تثقيفية، يتعرفون فيها على بلادهم جغرافياً وتاريخياً وثقافياً وحضارياً، وليتعرفوا على أهلهم عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم. بلادنا ثرية ومتنوعة، فلكل منطقة من شمالها لجنوبها، من شرقها لغربها عادات وتقاليد وتراث عريق وتاريخ مشرف. ومعظم أهلها مازالوا متمسكين بتراثهم الأصيل يستعرضونه مع كل زائر لمناطقهم بفخر واعتداد. ولنا لوم لشباب هذه المناطق، فبالرغم من اعتمادهم على وسائل تواصل التقنيات الحديثة وتعاملهم مع الشبكات الاجتماعية، إلا أنهم لايؤثرون كثيراً في جذب أقرانهم للسياحة في مناطقهم، وبالرغم من فخرهم بها إلا أنهم يميلون للخجل من التباهي بجمالها وثراء طبيعتها. وحين تساءلت المشاركات في منتدى الغد عن الفنادق والمواصلات فلهم كل الحق، فهذا الشأن بالغ الأهمية، فالسكن المريح النظيف يجعل الرحلة ممتعة وتجربة إيجابية ويشجع السائح على العودة للمنطقة. والملاحظ هو قلة اهتمام المستثمرين بالاستثمار العقاري ببناء منتجعات وفنادق سياحية في أطراف المملكة وعزوفهم عن دراسة الإمكانات الضخمة لهذه المناطق في جذب المواطنين للسياحة الداخلية.