طالب أهالي المرضى النفسيين في محافظة القنفذة بضرورة فتح مستشفى للصحة النفسية، حيث إن العيادة الموجودة لا تتناسب مع أعداد المراجعين في الوقت الحالي، حيث تستقبل العيادة ما يقارب على تسعة آلاف حالة في العام. يقول «د.إبراهيم الشيخي» -رئيس قسم الصحة النفسية في مستشفى القنفذة-: إن صحة النفس والروح هي تاج الصحة وعنوانها، ومن هذا المنطلق فإن منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الصحية، ركزت كثيراً على تنمية وتطوير الصحة النفسية، لما فيه من عائد كبير على الإنسان بشكل عام وعلى الصحة وعلى الصحة العضوية بشكل خاص، مضيفاً أنهم بدأوا العمل على خلق مجتمع صحي من الناحية النفسية، من حيث تنظيم العمل بالقسم وتثقيف العامة والخاصة، وتوعيتهم ومساعدتهم بالطرق العلمية الصحيحة. وأضاف: تحتاج الصحة النفسية في المحافظة إلى دعم كبير وواسع، حيث إن القسم يغطي مساحة جغرافية كبيرة ممتدة من محافظة «القحمة» التابعة لمنطقة عسيرجنوباً، إلى محافظة الليث شمالاً، ومراكز وقرى وهجر كثيرة جداً، والتي لا تستطيع عيادة بطبيبين تغطية حجم العمل، مشيراً إلى أنه بلغ عدد المراجعين في القسم في عام 2009 م أكثر من (8500) مريض، وفي عام 2010 م أكثر من (8900) مريض، وتم تحويل (400) حالة إلى مستشفيات الصحة النفسية في مدن جدة والطائف، وهذا العدد يعكس الحاجة الماسة إلى وجود مستشفى للصحة النفسية في محافظة القنفذة. مريض نفسي في حالة صعبة وأكد «د.الشيخي» على أنه تم اعتماد مستشفى للصحة النفسية سعة 100 سرير من الناحية الإدارية، ولكنه لم يعتمد من الناحية المالية، مناشداً المسؤولين اعتماد مستشفى للصحة النفسية في القنفذة، لما فيه من تخفيف معاناة المرضى وذويهم، حيث إن أقرب مستشفى للصحة النفسية يبعد مسافة (400 كم)، مما يضيع الكثير من الجهد والوقت، ويقلل من فرص وصول الخدمة لمثل هذه الفئة الغالية علينا، مبيناً على ظهور نتائج التوعية لدى الناس بالأمراض النفسية، والتي بدأ يكون واضحاً أكثر من ذي قبل، وخير مثال الأعداد الهائلة التي تراجع العيادة. ومن القصص الحزينة والتي تحكي معاناة الأسر مع أبنائهم المرضى، أم مسنة تبلغ من العمر 80 عاماً لديها ابن مريض عمره 40 عاماً، ترعى شؤونه ويعاني من مرض نفسي (فصام)، وسلوكه عدواني يصعب السيطرة عليه، لدرجة أنه يقذف والدته ب»الطوب» الحجري داخل فناء المستشفى. ومن قرية «ذهبان» (150 كم) جنوب القنفذة حضرت مريضة بدون موعد للعيادة في حالة «هيجان»، لم يستقبلها المستشفى رجع بها ذووها دون علاج. ومن أغلب الحالات النفسية التي تراجع عيادة المستشفى «الفصام الذهاني»، و»اضطراب وجداني ثنائي القطب»، و»الاكتئاب» و»القلق»، إلى جانب «اكتئاب وذهان ما بعد الولادة».