صورة ناصعة البياض، صادقة الملامح، تلك المنازلة الكروية التي قدمها فريقا الاتحاد والهلال يوم "الاحد" الماضي في لقائهما ضمن دوري «زين» الذي عكس من خلال «جهابذة» المال الكروي حال الكرة السعودية، وما يمكن ان تضيف عليه من مستوى تسابق نجوم «الورق» على تصويره باقتدار عكسي، المشهد قصر عناء المحللين والراكضين لمعرفة مستوى كرة القدم، وكيف هي حالها؟، نجوم مترهلة تركض كيفما اتفق، بعشوائية السبعينات وحال الملاعب الترابية، أبطال ورقيون تجسد حركاتهم مدى التخمة المالية، والإعلامية التي يعيشها هؤلاء «النجوم» بدرجة تدعو للترحم على من سبقهم من رجال كان لحرثهم وسط الملعب طرباً رياضياً تنتشي معه الحناجر، وتلتهب من أجله الأكف!! مشهد جدة الكروي، قدم لنا من خلال فرسان الأوهام عرضاً صادقاً كشف حال أحقية المنتخب لمثل هذا المستوى الصادم كل مراقب قبل انطلاقة نزال آسيا، النجوم اللاهثون هم النجوم الذين حصدوا لنا الحنظل في المحافل الدولية، هم النجوم الذين أعطتهم أنديته ما لم يحلم به بروفسور الفيزياء والكيمياء واللغات في الجامعات، هم النجوم الذين منحهم عشاقهم «المستصحفون» من الاطراء ما لم تحصل عليه ليل من عاشقها قيس أو جوليت من مفتونها روميو، كل هذا ويزيد كان حصاده انتكاسة تلو الأخرى!! إذا قرأنا المشهد "الهلالي - الاتحادي" بصدق وتمعن عرفنا التشخيص الدقيق لعله البطل الذي خذله نجومه، اللقاء جاء مخذلاً ومحبطاً للجميع خاصة من نجوم «المال» فبدلاً من أن تكون لهم كلمة العطاء الداحضة لانتكاستهم الأخيرة جاء اللقاء مصادقاً على إدانتهم بصورة قاطعة، وان مثل هذه المعادل الكروية هي السر الكامن وراء رد الوضع، فاللقاء أعطى جميع المراقبين الصورة الصادقة والسر الحقيقي لمثل نجوم أعطيت أكثر مما تستحقه، فكان حصادها مراً جعل في الأنفس شيء من حتى!! نقاط متفرقة * يبدو ان سر ارتداء الكرة السعودية قد أضحى ظاهرة التشخيص لتبدأ مسؤولية العلاج من الأندية أولاً.. * في لقاء الهلال والاتحاد ظهر أكثر من نجم صغير، فهل تكون رعايتهم بعيدة عن نجوم الورق والمال من أجل حمايتهم من الهاوية التي وقع بهم الكبار!! * مطالبة الشباب بحقه في المدرجات، مشروع يستحق المساندة. * كلما شاهدت نجم يوسف الثنيان كضيف تلفزيوني استيقظت في نفسي روح الانتصار والعظمة الكروية.. * انتصار الرياض في دوري كأس ولي العهد يجب ألا يغفله عن مشواره في دوري الدرجة الأولى وخطواته الجادة للممتاز.