* من المؤكد أن عشاق الكرة الجميلة الممتعة الغراقة في بحور الإثارة والتشويق على موعد تاريخي هذه اللعبة مع قمة السحاب. * قمة النجوم الكبار في آخر مشهد كروي تتكحل به اعيننا هذا المساء الجميل المزدان برعاية كريمة ابوية من قائد الأمة وباني مسيرة التطور خادم الحرمين الشريفين مقلدا نجوم العميد والزعيم بأغلى وأرفع أوسمة التكريم. * الليلة تتوقف الأنفاس.. تزداد ضربات القلوب مع بدء العد التنازلي للمواجهة المرتقبة في سيناريو متكرر في نهاية كل موسم وان تباينت الوان حصاده.. فقد ألف الجمهور الرياضي أن تكون الكلمة الأخيرة في نهاية كل موسم كروي صاخب مجنون للعملاقين العميد والزعيم. * الليلة.. تضرب الحيرة سيفها في كل اتجاه عبر المباريات الثنائية وخطط المدربين.. عيون زرقاء ترقب نور العميد.. وصقره المرعب نايف والمخيف زيايه وقد تذوق حلاوة لدغ شباك الهلال.. وهناك النحلة ابوشقير وقد استعاد كل وهجه الفني في موقعة الشباب الأخيرة. . وهناك قاذفة اللهب كريري الى آخر قائمة النمور التي غرست الاطمئنان في قلوب الجماهير الاتحادية باستعادتها جزءا كبيرا من حيويتها وخطورتها واحساسها العالي بالمسؤولية في موقعة الشباب. * على الجانب الآخر.. هناك عيون صفراء في المدرج الاتحادي ترقب بخوف وقلق عودة الكاسر ياسر لمستواه الكبير والبرازيلي الجامح كحصان يرفض الترويض نيفيز وهو لازال يكتب قصائده الإبداعية في كل مباراة سواء بتمريراته القاتلة او تسديداته المكهربة او ضربات رأسه المدمرة ولا تخفي جماهير العميد هلعها من الفارس الاشقر صانع المتعة.. ومنتج الاهداف الملونة.. وأخطر اسلحة الزعيم هذا الموسم ويلي (ويا ويلي من ويلي). وإن كانت تشعر بشيء من الارتياح لغياب الدينمو العملاق الروماني رادوي المتخصص في اغتيال 99% من هجمات الطامعين في زيارة شباك الزعيم حتى لو كانت من قبيل المجاملة فلديه تعليمات مشددة لا.. للوصول إلى الشباك الزرقاء.. ولذلك هو لايمانع في استخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق هدفه.. رادوي اذن سيغيب عن كتيبة الزعيم ومع بالغ الاحترام لخالد عزيز وعمر الغامدي فلا أحد يستطيع لعب أدواره الدفاعية والهجومية.. وغيابه لاشك يسهل مهمة العميد في فك شفرة المرمى الازرق بنسبة كبيرة.. * تعالوا الآن نفسر ما جاء في العنوان كيف يكون الهلال افضل لكن الاتحاد أقرب. * فنيا.. الهلال أكثر اكتمالا وانسجاما وتجانسا من الاتحاد.. واكثر ثباتا في مستواه.. الزعيم ظهر بمستواه الكبير والرفيع والحقيقي في 90% من المباريات التي خاضها هذا الموسم على كافة الجبهات.. لم يغب عن مستواه الا في ثلاث او اربع مباريات فقط.. وهذه نقطة تسجل لصالحه.. لاعبون وجهاز فني وادارة وهي سر وصوله لجميع النهائيات. وعلى النقيض منه كان العميد ظهر بمستواه الحقيقي في عدد قليل من المواجهات وظهر دون مستواه المعروف في معظم المباريات ولهذا غاب عن النهائيات فقد عجز عن استعادة توازنه الفني والنفسي والمعنوي عقب خسارته نهائي آسيا.. الا من بعض المحاولات المستميتة التي تظهر مرة وتختفي مرات.. ولسوء حظ الشباب كان الاتحاد على الموعد في لقائي الذهاب والاياب ونجح في اقصائه وابعاده عن الطريق لبلوغ أغلى النهائيات واكبر المناسبات الكروية هذا الموسم.. • الليلة.. يخشى الهلال ان يقابل الاتحاد متسلحاً بروحه القتالية المعروفة التي كانت ولا تزال منطلق انتصاراته.. الاتحاد مخيف مرعب اذا تجلت الروح الاتحادية المعروفة في اداء لاعبيه.. مما حدث في مناسبات كثيرة.. وموقعة الشباب في ذهاب واياب كأس الابطال وبعض اللقاءات الآسيوية.. والاتحاد ضعيف.. قابل للكسر اذا لعب بدون هذه الروح.. ومن يريد من القراء الاعزاء معرفة معناها.. عليه فقط العودة لمباراة الاتحاد امام الشباب الاخيرة ويسترجع كيف كانت الكلمة الاولى للنمور في 99% من الكرات المشتركة ارضية أو رأسية. وهي ما يعرف بالمواجهات الفردية (واحد لواحد) الاتحاد في موقعة الشباب كسب هذه المواجهات ففاز بالنتيجة وبطاقة التأهل لنهائي أغلى الكؤوس.. الروح القتالية العالية في الاداء هي سر قوة الاتحاد وخطورته الحقيقية وسر انتصاراته.. ومصدر اخفاقاته الوحيد اذا غابت.. وتلاشت كما حدث في معظم مبارياته هذا الموسم.. • أخيرًا.. العامل النفسي والحافز المعنوي يلعب لصالح العميد.. فقد خسر كل شيء هذا الموسم.. المستوى.. الالقاب.. السمعة والهيبة ولا سبيل امامه لتسديد كل هذه الفواتير واستعادة ثقة جماهيره الا الفوز باغلى الكؤوس في حين حصد الزعيم لقبين وبطولة الدوري.. وقدم موسماً مثالياً.. لا يعني هذا انه سيقدم الكأس على طبق من ذهب للعميد.. ولكن درجة الحماسة والقتالية والحوافز المعنوية اقل من نظيرتها لدى النمور.. الى جانب تأثير غياب رادوي واندفاع حارس المرمى حسن العتيبي.. فالحماسة تطغو على الخبرة التي قد تخذله هذه المرة.. * مبروك من الاعماق للفائز البطل مقدماً.