المتابع لإنجازات الهيئة العليا للسياحة يحس بنوع من الفخر والاعتزاز ذلك أن هذه المنشأة رغم حداثة إنشائها مقارنة بالقطاعات الحكومية الخدمية الأخرى حققت نقلات نوعية وكمية في الشأن السياحي الذي كان مهملاً يمتلئ بالغبار، تلك الأرقام التي تدفع بها الإحصاءات والبيانات الموثقة تشير إلى نهضة وطنية سياحية على الرغم من الصعوبات التي يواجهها المفهوم السياحي لدى الفرد والمجتمع ولدى القطاعات المشرعة أيضاً. لكن هيئة السياحة والآثار لم تتوقف عند حد أو "تسترخي" في سبيل أداء مهامها، بل على العكس نهضت بكل قوة وجسارة في تنظيم القطاعات السياحية وتنشيط الشأن السياحي المحلي محاولة منها في اقتطاع جزء من "كعكة" السياحة الخارجية، والمتابع لقطاعاتنا الخدمية السياحية يلمس كم حققت هذه الفترة الزمنية القصيرة من تطوير وتنمية لها وتجويد لأدائها وخدمة للمستفيدين منها، سواء ما يتعلق بتصنيف الفنادق والشقق السكنية التي واجهت الهيئة صعوبات جمة في سبيل تنظيمها وتصنيفها أو ما يتعلق بالالتزام بالأسعار المحددة والجودة المقننة، ويشدني والكثيرين مثلي تلك اللوحة الأنيقة التي فرضتها هيئة السياحة والآثار على كافة المنشآت السياحية المرخصة والتي تشير إلى رقم هاتفي يمكن التواصل معه لتقديم أي شكوى أو مقترح لتطوير الخدمة، وهو أمر متميز جربته بنفسي وتحققت من حجم الاستفادة منه.. ولأنّ من يقود خطط وإستراتيجيات الهيئة العليا للسياحة والآثار رجل "جسور" لم يكتف باكتشاف الأرض بل توجه للفضاء منذ وقت مبكر لم نكن خلاله نسمع بارتياد الفضاء عربياً أو إسلامياً حتى إنّ جسارة الأمير سلطان بن سلمان صنعت هذا المفهوم في أذهاننا وحفرت فكرة ريادتنا على مستوى العالم الإسلامي، مما جعلنا نفاخر ونفتخر بذلك المنجز الوطني، فقد تبنت الهيئة العليا للسياحة مفهوماً جميلاً يمكن أن أطلق عليه "الخروج الإيجابي عن النص" ذلك أنّ الهيئة وهي تقوم بأداء المهام الموكلة لها لم تتوقف عند ذلك بل سعت إلى ارتياد مجالات متميزة أخرى ذات زاوية سياحية وزوايا اجتماعية واقتصادية فاعلة تساهم في تنمية وتطوير مجتمعاتنا المحلية، فمن تنظيم ودعم ومساندة للحرف اليدوية التي يمكن أن تؤسس لصناعات صغيرة تحقق مفاهيم التنمية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية إلى جهود أخرى تتمثل في الصناعة الإعلامية السياحية المتفردة التي تسعى "وقد حققت بنجاح" إلى حفر المفهوم السياحي الوطني في أذهان المجتمع السعودي، وهو مفهوم كان يراهن الكثير على نجاحه، بل إنّ القريبين من الشأن السياحي كانوا يجزمون بفشل أي جهد حكومي أو خاص لصناعة السياحة الداخلية، لكن هيئة السياحة والآثار قلبت المعادلة وأكدت للجميع من العاملين في القطاعات الحكومية والخاصة أنّ بالإمكان صنع المستحيل وتحقيق أفضل مما كان.. فهل يدرك القائمون على قطاعاتنا الحكومية والخاصة والخيرية أنّ بالإمكان أفضل مما كان، وأنّ الخروج على النص بشكل إيجابي بعد تحقيق مفردات النص يُعد أمراً وطنياً يأجر القائمين عليه الله عز وجل ثم قيادة هذا الوطن ثم المجتمع الذي لن ينسى فعل الجميل. كما أنه لن ينسى ما فعله أو يفعله "المتكاسلون".. ودمتم