اقتحام المرأة السعودية لسوق العمل وإبداعها في القطاع الخاص ونجاحاتها الباهرة في القطاع العام يعتبر شيئاً طبيعياً وذلك لأن المرأة في المملكة تقف على تراث ضخم من المبادرات والإبداع والعمل منذ وقت بعيد لم يقتصر دورها أبداً على تربية الأبناء وإدارة الأعمال المنزلية العادية إنما إضافة إلى ذلك كانت خلف زوجها تحمي ظهره وتحفظ غيبته وتدفعه إلى الأمام، كانت المرأة السعودية عندما يغيب زوجها في رحلة عمله التي تستمر لأيام تكون مسؤولة عن توفير الأمن النفسي والاقتصادي للأسرة فبجانب دورها كأم وزوجة تقوم بالحياكة والتطريز لدعم ميزانية الأسرة. وفي المناطق الزراعية نجدها تزرع وتحرث وتبيع منتجات الزراعة، أما في مجتمع البداوة نراها ترعى الأغنام وتحلب الأبقار وتصنع منتجات الألبان مثل الروب والزبد.. لذلك ليس غريباً على المرأة السعودية أن تسعى بكل السبل لاستغلال مواهبها وتفجير طاقاتها لتقديم المزيد من الإبداع وأحياناً تحول بعض الظروف بينها وبين أن تحصل على فرصة عمل متابعة.. وهنا يظهر تميز المرأة في المملكة التي لا تعرف اليأس ولا المستحيل حيث تقوم بإبداع فرص جديدة وأفكار جديدة بتحويل جزء من بيتها إلى ورشة عمل تبدأ منه الانطلاق إلى عالم الربح والتجارة. نساء بدأن من الصفر من بيوتهن بدأن بمشاريع تجارية صغيرة وبدأت تكبر شيئاً فشيئاً فكيف بدأن وما هي المصاعب التي واجهتهن وكيف تغلبن عليها. تجارب نسائية ناجحة أمينة مبارك (متزوجة وخريجة كلية الآداب).. بدأت العمل في الخياطة من بيتها منذ خمس سنوات تقول: بعد تخرجي من الجامعة جلست 3 سنوات في البيت دون عمل ففكرت في الخياطة فأنا أحب رسم الأزياء والتصميم، لذلك جلبت خياطة فلبينية وأفرغت لها غرفة في المنزل واشتريت كل لوازم الخياطة وبدأت العمل بخياطة قمصان البيت وفساتين الأطفال ثم تدرجت إلى فساتين المناسبات والأفراح والعباءات وأروج لعملي عن طريق الأهل والأصدقاء واستطعت أن أكون عدداً كبيراً من الزبائن خلال الخمس سنوات فالنساء بدأن يرتحن لعملي أكثر ويثقن بذوقي وقد شاركت في عدة معارض نظمتها الجمعيات الخيرية. فاطمة محمد الهدلق ربة منزل: لدي خمسة أبناء اثنان منهم لم يلتقحوا بالمدرسة لذلك لا استطيع أن أتركهم في البيت وقد تعلمت من والدتي طريقة خلط الدخون الذي كنا نصنعه لأنفسنا فاستغليت هذه الحرفة وإعجاب قريباتنا بها فأصبحت أصنعه وأعرضه على جاراتي وصديقاتي وقريباتي بعدة روائح مختلفة وأسعار متفاوتة والعود المعطر حسب رغبة الزبونات وأضعه في زجاجات ملونة وجميلة ومختلفة الأحجام وعادة ما تطوف به الخادمة على بيوت الجيران. أم سليمان طبيبة شعبية تجاوزت الستين تقول: هذه المهنة متوارثة في عائلتنا فمعروف عنا منذ القديم أنا وأمي وجدتي أننا نجبر ونولد ونمارس التدليك (التمريخ) وطبعاً مع انتشار المستشفيات الحديثة قل عدد المترددات على منزلنا للمداوة لكن هناك الكثيرات يأتين للمساج وقد بنيت ملحقاً في البيت لاستقبال الحالات وقد استطعت علاج الكثير من الحالات التي عجز عنها الأطباء خاصة العقم عند النساء فالمساج علاج ناجح لبعض الحالات والوصفات الشعبية بأنواعها أما السعر فلا أحدده ولكنها تدر عليَّ ربحاً لا بأس به وإذا ما تماثلت المريضة للشفاء فإن الخير يهل وتكون المكافأة كبيرة. دور الجمعيات الخيرية سارة الجميح رئيسة قسم الأنشطة بجمعية النهضة النسائية تقول: تأخذ الجمعية على عاتقها النهوض بمستوى المرأة الاقتصادي حيث يقوم قسم الأنشطة بدعم السيدات اللاتي يمتلكن المواهب وخاصة من لديها أشغال يدوية وحرفة شعبية في كل مجالات العمل اليدوي بأخذ أيديهن إلى تحسين معيشتهن بعرض منتجاتهن ضمن المعارض التي تنظمها الجمعية بين فترة وأخرى بأن تخصص لهن مساحة وموقع مجاني والعائد من البيع يكون لهن 100٪، مثل مجموعة إحياء التراث الشعبي وترأسها السيدة أم خالد وتقوم عليها مجموعة من النساء الأرامل والمطلقات السعوديات يقمن بكل ما يحفظ التراث الشعبي من زفة العروس القديمة من جميع أنحاء المملكة وعروض شعبية وألعاب شعبية وتصاميم الأزياء الشعبية مثل المر دون والشالكي والدقلات وعمل الحناء وجميع أنواع الأعشاب القديمة. كما تقوم جمعيات أخرى بعرض منتجاتهم مثل الجمعية الخيرية بالجوف وتعرض للسجاد المشهور بهذه المنطقة.