كرس مهرجان الخالدية للجواد العربي الاصيل مفهوما جديداً في الاعتناء بالخيل والتعامل معها وفق طرق حديثه تمكنها من التكاثر والحفاظ على سلالاتها العريقة، فضلا عن غرس قيمها النبيلة لدى المجتمع السعودي الذي يدين لها بالفضل بعد الله اذا ما ادرك ان المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله وحد هذه البلاد الغالية على صهواتها، وكانت الوسيلة الوحيدة للانتقال من مكان الى مكان في زمن الحروب، ليأتي اهتمام رجل الفروسية الاول الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعاده الله الى ارض الوطن سالما والذي وضع لها سباقات خاصة وجوائز قيمة لفرسانها وملاكها ومربيها ومدربيها، واصبحت بفضل هذا الاهتمام يعلو صيتها وتحقق الانجازات العالمية في الكثير من الميادين والمضامير، فضلا عن الدعم الكبير من الفارسين الكبيرين ولي العهد الامير سلطان والنائب الثاني الامير نايف، وفكرة المهرجان الفروسي العالمي التي نبعت من الامير خالد بن سلطان الذي يستحق جراء اهتمامه بالفروسية والجواد العربي تحديدا الذي يستحق ان يطلق عليه لقب "خالد الخيل" كانت ولاتزال محل تقدير كل عاشق لهذه الرياضة الاصيلة والذي وجد في مهرجان الخالدية فرصة للمشاهدة والمتعة واشباع هوايته والتعامل مع الكثير من الانواع والسباقات المختلفة والاطلاع على كل ماهو جديد في عالم الفروسية، فالأمير خالد بن سلطان فتح ابواب "الجمال" امامها ورصد لها الجوائز وغمرها بانواع الدعم المادي والمعنوي في سبيل الحفاظ على التاريخ والقيم والتراث والأصالة، اضافة الى وضع جائزة للمصورين الذين يعتنون بابراز الخيل من خلال عدساتهم. طوال الايام الخمسة الماضية عاش الوسط الفروسي ليس السعودي فحسب انما العربي والعالمي تظاهرة فروسية رائعة، كان فيها "الجمال" حاضراً في كل شيء في اصول وألوان الخيول وسباقي القدرة والسرعة ومن ثم سباقات "الجمال" التي برهنت على تميز الكثير من السلالات، فضلا عن التنظيم والاستضافة التي كانت عنواناً للتميز من قبل اللجان المنظمة بمتابعة من الامير خالد بن سلطان. في السابق كان المهتم بالفروسية يمني نفسه ان تسمح له ظروفه لحضور الكثير من السباقات الدولية في اوروبا وعدد من دول العالم في القارات الاخرى، قبل ان يأتي مهرجان الخالدية ويوفر عليه المال والجهد ويمكنه من حضور السباقات المهمة، وهذه مبادرة لاتستغرب من "الخالدية" التي ستظل عنوانا بارزا للفروسية والاصالة والتاريخ الاسلامي الكبير، فكل الشكر والتقدير لمن دعم الخيل لتبقى رمزا عربيا واسلاميا شامخا.