عاد الهدوء إلى شوارع العاصمة المصرية القاهرة مع الساعات الأولى من صباح امس بعد يوم وليلة من التظاهرات غير المسبوقة. وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع ومدافع المياه في الساعات الأولى من صباح امس لتفرقة المتظاهرين الذين احتلوا ميدان التحرير في وسط القاهرة. وبحلول الفجر كانت الشوارع عادت لهدوئها مع تدفق الحركة المرورية في أنحاء المدينة. وشهد أمس الاول الثلاثاء مقتل شرطي واثنين من المحتجين في اشتباكات واحتجاجات اندلعت في عدد من المدن المصرية. وهتف المحتجون والقى بعضهم حجارة على رجال الشرطة الذين ردوا عليهم بالضرب بالهراوات لمنع المحتجين من اعادة تجميع صفوفهم. ووقعت اشتباكات متقطعة في الساعات الأولى من امس لكن قبيل الفجر كان المتظاهرون قد جرى تفريقهم فيما يبدو. وجابت الشرطة ميدان التحرير في حين أزال عمال النظافة صخورا وقمامة. وقال بعض المحتجين إنهم سيحاولون إعادة تنظيم صفوفهم . وذكرت قوات الأمن أنه لن يسمح للمحتجين بإعادة التجمع. ودعت واشنطن لضبط النفس. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن حكومة مبارك مستقرة وإنها تسعى إلى سبل لتلبية احتياجات المصريين. وقال بيان من البيت الأبيض "أمام الحكومة المصرية فرصة مهمة كي تستجيب لتطلعات الشعب المصري وتمضي في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تحسن حياتهم وتساعد على رخاء مصر." وأضاف أن الأحداث في المنطقة تذكرة بأن "كل الشعوب تتطلع لأشياء بعينها" مثل حرية التعبير وأن يكون لها كلمة مسموعة في الحكم وسيادة القانون. وكان آلاف المتظاهرين قالوا انهم يعتزمون الاعتصام في ميدان التحرير بوسط القاهرة. وتبادل بعض المحتجين والشرطة الطعام والحديث مساء الثلاثاء بعد يوم من الاحتجاجات التي اغلقت كثيرا من طرق القاهرة امام حركة المرور. وكان الثلاثاء عطلة رسمية بمناسبة عيد الشرطة وكانت الوزارات مغلقة. وقال مصدر بالحكومة إن الوزراء طلب منهم أن يتأكدوا من عودة الموظفين للعمل وعدم انضمامهم للمحتجين. ويبلغ معدل النمو السكاني في مصر اثنين في المئة ويشكل من هم دون سن 30 عاما 60 في المئة من السكان يمثلون 90 في المئة من العاطلين. ويقل دخل نحو 40 في المئة من المصريين عن دولارين يوميا ويعاني ثلثهم من الأمية. واندلعت احتجاجات ايضا في الإسكندرية وفي مدن في أنحاء منطقة الدلتا وفي السويس والإسماعيلية إلى الشرق من القاهرة. ولقي محتجان في السويس حتفهما وذكرت مصادر أمنية وطبية إن السبب في ذلك الرصاص المطاطي. وقال التلفزيون الحكومي إن أحد أفراد الأمن قتل في القاهرة بسبب ضربة على الرأس من حجارة تم إلقاؤها. وقال محامون إن عشرات جرى احتجازهم. وذكرت وزارة الداخلية التي حذرت من الاعتقالات قبل مظاهرات الثلاثاء أنها ستسمح بالوقفات الاحتجاجية لفترات قصيرة. لكن في القاهرة سيطر متظاهرون على الطرق الرئيسية وأوقفوا الحركة المرورية في أنحاء العاصمة. وألقت الوزارة باللوم على جماعة الإخوان المسلمين في ما أسمته بأعمال شغب اندلعت رغم أن الجماعة لم تقم بالدور الرئيسي في الاحتجاجات. بل ان الجماعة أثارت استياء أعضائها الشبان الذين يقولون إنها لم تكن إيجابية بالشكل الكافي.