حرمة "ناصر" حاطتن فوق رأسها صرارة محزومة كلها خلاقين عيالها، رايحتن للمواقف، علشان كل يوم خميس تضفهم وتروح ( للعمارية) ابو "كروة رخيصة لو ان الطريق طويل". حرمة ناصر وعيالها ركبوا لين وصلوا للعمارية، كنهم رايحين"لبيروت"، يقولون ذيك الايام ان بيروت مصيف الشيوخ وانها شيء عظيم.!. كل ماجت عطلة راحوا لنخل خالهم يمرحون فيه مع اخوها، بس خالهم من يصلي الفجر وهو يسقي النخل ولا يخليهم، "يطافشون" فالبركة "عشان ما يسدون المثعاب اللي يطلع المويه للساقي، ولده حميد موذي ما يخلي احد إلا ومسوي فيه شيء مرة قال: لصويلح ولد خالته الثانية خلنا نسبح، وما صدق على الله فسخ ملابسه إلا السروال "ابو ربقة" ورقى فوق البنبرة اللي بكى عليها( خالد الشيخ )، الولد طب محيفرة مادرى إلا وعسيب النخلة على ظهره ، ومن قالك تسّد مثعاب البركة، تعرفون ليه ما طلع يوم شاف خاله؟ ترا"حميد" ماخذن هدومه وموزيها علشان ما يظهر من البركة، اثره الملعون معلم أبوه، وعقب ما انجلد صويلح، راح للعريش يبكي لين بغت تجيه الغلقة، بس انه ما يتوب.! ". صويلح "الفاهي" ما يستأدب من حميّد، مرّة وهم يسبحون راح"حميد"وجاب ثُور من حوشهم، وقال لصويلح:"تعال خلنا نركب على الثوّر نروح نحصد - وانا بقضبه وانت اركب الاول"، ويوم ركب صويلح قام حميد ولشط الثور بالعصا مع وراه وطار بصويلح..! ( وينك ياصويلح..! ) يدورونه، إلا أنه دابّجن به فالشعيب، لا ومتزلخ من النخل والاثل وحالته حاله، ويوم جابوه لين فخوّذه كلها شعر اسود من جلد الثوّر، وحميّد يضحك عليه. عيال الخالات لين اجتمعوا فالنخل ياسلام عليهم من الفجر: اللي يسرح بالغنم واللي يسقي الشرب، واللي يحرث، واللي يسبح، واللي يشغل المكينة، صح بعضهم يجيهم جلّد من القشارة، الا انهم يقولون( من كَبَر ينسى ). واذا صلوا المغرب تجمعوا يتفرجون على التلفزيون الصغير، والظاهر انه اول تلفزيون يدخل الديرة وكانوا يتفرجون على تمثلية( مايا ) ثمن بعدها ينامون. والين انتهت العطلة يركبون الملّاحية (توبيس صغير- فوكس واجن) ويدخلون للرياض، من أول كل شيء فيه سعة صدّر، حتى الرياض داخلها مزارع وبساتين، وما تلقى أحدٍ ضايقن صدره. تطورنا وتطورت الدنيا وكبرنا وكبرت ديرتنا، وكل ما ندور سعة الصدّر ما تجي إلا بشق الانفس، اما نسافر للخارج، والا نشق بانفسنا ونتمردغ في غبرة الثمامة البعيدة اللي ماسكرت بشبوك، النخيل ذيك الايام مفتوحة وما عليها سوّر كل ( داير ما دارها ) شجر أثل، والواحد يدخل وياكل واللي يبي ويعطونه بعد، حتى يدورون الاجر ومن يتصدقون عليه، عشان الله يرزقهم. الحين الله يستر حاطين سورً كنه ( سور الصين ) وحتى العبري معد نلقاه، شكله انقرض.