استضافت قناة ال(MBC) يوم الأحد الماضي وفي برنامج «كلام نواعم» وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلاري كلينتون». ودهشت لشخصيتها الرائعة وحسها العالي وتفهمها لمعاناة المرأة شرقية كانت أم غربية!. ما دار في حديث هيلاري، مهم للمرأة ولكل من يريد رفع الظلم عنها أو الارتقاء بشأنها وإيجاد شراكة حقيقية بينها وبين الرجل. حيث إن الاهتمام بوضع المرأة لا يتعلق فقط بالعدالة والمساواة ورفع الظلم، وإنما الأمر أبعد من ذلك وهو خلق مجتمعات سليمة وصحية وفاعلة، لا يقصى فيها طرف من عملية التنمية لمجرد أنه من جنس معين!. بدت هيلاري واعية لدور المرأة ومدركة لأهمية ما تقوم به من إدارة منزلها أولا واستثمار ما أعطاها الله لها من طاقات وقدرات. أشارت للأدوار المتعددة للمرأة وكيف يكمن الاختبار الحقيقي للمرأة بإيجاد التوازن بين هذه الأدوار. سألتها إحدى الطالبات الحاضرات في جامعة الشارقة حيث كان اللقاء عن موقفها من النقاب وما ترتديه المرأة المسلمة. وأجابت بكل منطقية أنها تؤيد المرأة في كل ما ترتديه مادام أن المرأة ذاتها هي اختارت ارتداؤه، واختارت أن تعبر عن هويتها عن طريقه! فلها الحق في ارتدائه. فالمدار حرية المرأة هنا في ارتداء ما شاءت. وهنا كما أقول أنا دائما مدار الحساب والعقاب من خالقها!!. فلا يحق لأحد أن يجبرها على ارتداء شيء! لن يكون بالتالي عبادة تتقرب فيها الى ربها ويذهب معنى العبادة ومراقبة الخالق فيها إلى مراقبة الخلق وما يريدون من المرأة أن ترتدي أو تترك!!. ولفتت هيلاري النظر الى نقطة مهمة وهي أنها لا تحمل هم سيدات النواعم وحقوقهن أو حقوق الحاضرات من النساء..ولكن تحمل هم النساء في بقاع أخرى لا يستطعن أن يوصلن أصواتهن ومحرومات من الحقوق الأساسية أبسطها حقهن في التعليم أو حتى اختيار الزوج! حيث تجبر النساء على الزواج وهن صغيرات!! أشارت الى نقطة مهمة وهي التعصب والتمييز بحق المرأة في العمل، فالمرأة ما أن تخطئ يعمم الخطأ على كل النساء..وتنطلق أصوات النساء كلهن هكذا الخ!!.. بينما الرجل يخطئ فيحاسب على خطأه فرديا!! وهذا ما يقع للأسف في مجتمعاتنا العربية ومنها مجتمعنا للأسف!. تذكرت المرأة التي قادت وعملت حادثاً بالسيارة كما حصل منذ فترة، وكيف تعالت الأصوات متشفية وناقدة بحدة وأن النساء لا يصلحن للقيادة وو!! بينما رجالنا وشبابنا يرتكبون مئات الحوادث والوفيات والإصابات تكلف الدولة المليارات!! ولم يقل أحد الرجال لا يصلحون للقيادة!! وقس على ذلك الكثير؛ شبابنا يرتكبون المحرمات في الخارج!! وعندما تطالب امرأة بحقها في السفر، تتعالى الأصوات وتتهمها بالانفلات والرغبة في ارتكاب الكبائر! فالمرأة متهمة بالنية فقط! والرجل برغم الشواهد الفعلية والواقعية لا شيء يذكر عنه!!. ختاما شكرا هيلاري لتواضعك وأريحيتك..شكرا لتفهمك وضع المرأة..قد يقول قائل بأنها من غير ديننا ويتهمها في نواياها ولكني أقول إنها امرأة حكيمة وما قالته من كلام مليء بالحكمة..والحكمة ضالة المؤمن -والمؤمنة كذلك -هو أحق الناس بها أينما وجدها!! أليس كذلك ؟!.