قال إيف كوبنس بروفيسور الباليونطولوجيا (علم الإحاثة)، عضو الكوليج دوفرانس، إن الأدوات الأثرية وبقايا العظام البشرية التي تم اكتشافها بالمغرب تؤكد تطورا بشريا متواصلا منذ ما لايقل عن مليون سنة في هذه المنطقة من شمال إفريقيا. وقال كوبنس، في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به العاهل المغربي بالقصر الملكي بأغادير، "لقد كان هناك تطور بشري مستمر منذ ما لايقل عن مليون سنة في هذه المنطقة من شمال إفريقيا، بخلاف أوروبا التي عرفت تطورا متقطعا"، مسجلا أن "أوروبا التي ظلت البعيدة عن بقية العالم بسبب الحقبة الجليدية، شهدت تطورا بشريا خاصا بما نسميه إنسان نيانديرتال". وقدم كوبنس للعاهل المغربي ثلاث أجزاء من فك بشري تم اكتشافها بمنطقة الدارالبيضاء وبالتحديد بمقالع سيدي عبد الرحمن، ملاحظا أن هذه الأجزاء البشرية تعود إلى نحو 500 ألف سنة. وتابع أن هذه الاكتشافات تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للبشرية جمعاء لأنها تؤرخ للعصور الأولى للتاريخ. ويعد كوبنس المولود سنة 1934، أستاذا شرفيا بالكوليج دو فرانس، ويرتبط اسمه باكتشاف مستحثة "لوسي" سنة 1974، حيث كان بمعية الأمريكي دونالد يوهانسن الفرنسي موريس الطيب، أحد مديري الفريق الذي اكتشف هذه المستحثة.